لم يدرك البعض من الذين يتابعون وسائل الإعلام الخارجية, أن تلك الوسائل لاتهتم باستقرار ورخاء الوطن العربي على الإطلاق, ولو أدرك ذلك لو وجد أن تلك الوسائل لايمكن أن تبرز الأحداث والإنجازات الإيجابية, ولو عرف من خلال ذلك أن هذه الوسائل تنفذ أجندة أجنبية محددة ومرسومة من منظمات صهيونية تخطط لتدمير الوطن العربي ليخلو لها الجو في المنطقة العربية, كما تأثر كثيراً بالزيف والكذب اللذين تقوم بالترويج لهما. إن تلك الوسائل لم تعد تمتلك قدراً معيناً من الموضوعية والمصداقية والحيادية والمهنية على الإطلاق, وباتت منحازة تماماً لأعمال الإجرام والإرهاب والتدمير والتخريب وسفك الدماء، تعمل على إبرازها دون أن تتحرى الحقيقة, ولو أدرك المواطن العربي كل ذلك لوجد أن هذه الوسائل لاتستقطب ولاترغب فيمن يقول الحقيقة, وتسعى للبحث عن المنتفعين والراغبين في الشهرة من أجل تحقيق رغباتها العدوانية على الوطن العربي خدمة للأسياد الذين يخططون ويدبرون المكايد للأمة العربية والإسلامية. إن الممارسات الإعلامية الكاذبة التي تبثها بعض الفضائيات عن الأزمة السياسية في اليمن قد أعطت صورة بالغة الوضوح ولم تعد تحتاج إلى توضيح, لأن رائحة التآمر على اليمن تظهر في كل خبر وتعليق وتحليل وصورة, وقد أدرك الكثيرون من المتابعين للشأن اليمني أن مثل تلك الممارسات الإعلامية ضد اليمن لم تعد تخدع الجماهير اليمنية على الإطلاق, وأصبحت محل سخرية وباتت تلك الوسائل تحت المجهر من المواطن اليمني فإذا بثت خبراً أو تقريراً أو تحليلاً عن اليمن فإن المواطن يسعى للحصول على المعلومة الصحيحة بنفسه ولم يعد يصدق ذلك الزيف والافتراء. لقد حاولت وسائل الإعلام المأجورة أن تروّج الكذب والزيف عن عدم وجود المؤسسات الدستورية والشرعية الدستورية, وقدمت الكثير من الزيف في هذا الاتجاه على مدى أكثر من خمسة أشهر إلا أن زيفها وكذبها كان في مهب الريح, لأن اليمن بلد الديمقراطية الذي أثبت للعالم إيمانه بالديمقراطية في العمليات الانتخابية التي كان آخرها الانتخابات الرئاسية والمحلية التنافسية التي شاركت فيها كل الأحزاب والتنظيمات السياسية بمرشحين وشهد العالم بنزاهة نتائجها, بل إن النظام السياسي خلال الفترة الماضية وحتى اليوم كان يستمد شرعيته من تلك الانتخابات التي لم يستطع أحد إنكارها, الأمر الذي أسقط رهانات الحاقدين على اليمن وفوّت فرص التثوير والتخريب, لأن الإرادة الشعبية أقوى من الكيد الإعلامي وأكثر تمسكاً بالشرعية الدستورية, لأنها متمسكة بحبل الله المتين, وهي القوة التي تواجه بها كل التحديات بإذن الله.