لم يكن متوقعاً أن يحدث فجور في الاختلاف لدى بعض القوى السياسية خصوصاً أن الشعب اليمني يوصف بالإيمان والحكمة ورقة الأفئدة ولين القلوب، غير أن الذين ظهوروا في تلك القوى المعارضة ظهرت عليهم النزعة العدوانية والانتقام الشخصي والاستعانة بكل وسيلة لا تتفق مع الإنسانية، ومن تلك الوسائل إنكار الحقائق والميل إلى العنف, والإمعان في الزيف والكذب والتدليس على البسطاء من الناس والدفع بهم إلى الهاوية. وقد أكدت هذه الوسائل الغليظة أن الذين فقدوا مصالحهم أو الذين هم في طريقهم إلى فقدانها قد تحولوا إلى شياطين بات همهم الانتقام دون أدنى قدر من الشعور بأمانة المسئولية أو الرحمة بالذين يدفعونهم لفعل الإجرام والإرهاب، وبذلك الفعل الفاجر تبين أن الإنسان وحش عندما ينسلخ عن القيم الدينية والمبادىء الأخلاقية والإنسانية، وبات الناس خلال الفترة الأخيرة يدركون أن هؤلاء فاجرون، وينبغي عدم تحقيق رغباتهم الشيطانية في التشفّي بالوطن والمواطن على حد سواء. إن الشعور المسؤول والضمير الحي هو الذي يقدّر حجم الأعمال الكارثية التي تقوم بها تلك العناصر المحسوبة على القوى السياسية, وهو الذي يتطلب وقفة جادة من الشرفاء والنبلاء في تكتل المشترك للتعرف على الذين يرغبون في الانتقام الشخصي والتشفّي بتدمير الوطن، وبعد ذلك ينبغي مراجعة الخطاب الإعلامي والسياسي واستبعاد الحاقدين على الوطن والحد من سطوتهم وجورهم على الشارع اليمني. إن الاتجاه نحو الإعداد للحوار عبر اللجنة الرباعية باعتبارها هيئة رئاسة الحوار الوطني العليا يتطلب الوقوف بأمانة وإخلاص أمام الأقوال والأفعال التي تصدر من كل طرف, والعمل على منعها ومعاقبة أصحابها، ولا يجوز بأي حال من الأحوال المضي في مسار التثوير، لأنه لا يمكن أن يحدث تغيير يخدم الشعب ويحمي مصالحه إلا من خلال صناديق الاقتراع. وينبغي على القوى السياسية أن تحتفظ بما تبقى لديها من رصيد جماهيري لدفعهم إلى صناديق الاقتراع الحر المباشر في الانتخابات بدلاً من التغرير بهم والزج بهم إلى الهاوية, ونحن على يقين أن العقلاء يدركون ذلك بإذن الله.