من يخدم هذه الأمة هو من يحرص على دماء أبنائها ويحافظ على جيوشها، ويمنع سقوط قطرة دم، ويفوت على العدو تنفيذ مخططه العدواني التدميري على الجيوش العربية، لقد شهدنا فوضى تدميرية عمت وطننا العربي الكبير، وقدمت لنا مشاهد ذلك الدمار أن المستفيد الوحيد من كل ما حدث في الوطن العربي الكبير هو العدو الصهيوني دون غيره، ورغم ذلك فإن بعض القوى السياسية المصابة بهوس السلطة لم يعد همها غير السلطة بأي ثمن كان فتفنى الشعوب ولتمت الجيوش العربية وليقوَ العدو المهم السلطة، وبات هذا الجنون يصدر على تلك القوى، الأمر الذي فضح حالها وناقض مقالها وبرهن على النية السوداء القائمة على حب الانتقام والقتل والفجور. إن الحكيم المؤمن الذي يلتزم حدود الله ويتقيه في خلقه ويقف عند الحدود التي حرمت دم الإنسان أياً كان هذا الإنسان، ويمتنع عن الدعوة إلى الفتنة وإشعال نيرانها ويصون أعراض الناس ويكف عن أذاهم ويدرك أن الحياة السياسية هي فن الممكن الذي يخلق الرضا والقبول ليس لدى عصبته وفئته وعشيرته وجماعته، ولكن لدى كل المكونات البشرية التي تمثل السواد الأعظم الذي ينبغي ان تحترم إرادتهم ورغبتهم ويجب النزول عندها وتقديم التنازلات لحقن الدماء وإعادة البناء الفكري على أسس سليمة تقدس دم الإنسان وتحترم الإرادة الكلية. إن من المؤسف أن نجد قوى سياسية في وطننا العربي الكبير ترفض التعلم ولا تتعظ من أحداث التاريخ وتصر على الادعاء وإخفاء الحقائق وحجبها عن العامة من الناس في سبيل السلطة، وتبيح المحذور والمحرم والمجرم في سبيل السلطة وتنسى في زحمة هذا الجنون الحدود الشرعية والقيم الإنسانية والمثل الأخلاقية ويجرفها الحقد والرغبة في الانتقام جرفاً نحو الهاوية، دون ان يكون لها صوت عاقل يعيد لها صوابها ويحجم طغيان حقدها وانتقامها. إن الرضا والقبول لا تخلقها الانتقامات ولا تعززها الرغبات الفئوية، ولا تفرضها سياسات الإقصاء والاجتثاث، وإنما السياسات المنتجة للألفة والوئام والتصالح لاستيعاب الكل دون تمييز عنصري، والذي يجب أن يكون الفعل أياً كان ساعياً لتحقيق الرضا والقبول الذي يعزز الشرعية ويحمي كيانها من أجل تجاوز المشكلات وبناء الأوطان بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك