أمانة المسئولية تحتم على الشرفاء قول الحقيقة من أجل خدمة الدين والوطن والإنسانية وإعادة إعمار البلاد وإصلاح شأن المواطن، والحقيقة التي ينبغي قولها هي أن بعض القوى السياسية ما زالت تعيش حالة الوهم والتيه السياسي ولم تدرك بعد أن اليمن قد تجاوز المؤامرات التي حيكت ضده، ولم تدرك بأن اليمنيين كافة قد عادوا إلى الحكمة بقوة إيمانهم بالله رب العالمين، وأن الوفاق الوطني الذي ارتضاه اليمنيون هو الفرصة الذهبية التي هيأت الأجواء المناسبة لإعادة مد جسور الثقة بين القوى السياسية والشعب من أجل تحقيق الرضا والقبول الشعبي الذي يعد أساس الأمن والاستقرار وعلى تلك القوى أن تتعلم من الشعب التسامح والتصالح الذي أظهره الشعب خلال فترة الوفاق الوطني. إن التفكير في المستقبل وما ينبغي إضافته من الإنجاز والإبداع بات اليوم هو المهيمن والمسيطر على تفكير المواطن البسيط، ولذلك ينبغي على القوى السياسية أن تكون عند مستوى هذا التفكير الوطني الذي يعزز الوحدة الوطنية، أما الذين مازال المرض في نفوسهم وعقولهم فإنهم في حقيقة الأمر لا يفكرون في وطن، ولا يفكرون في الوئام، ولا يفكرون في الوحدة الوطنية، لأن مصالحهم الشخصية ومنافعهم الفئوية الضيقة قد غلبت عليهم, وبات حب السيطرة والتسلط والانتقام وعدم الاعتراف بالآخر والأنا الشيطانية والعداونية هي منهج حياتهم, وقد ظهر ذلك في أقوالهم وأفعالهم. إن كلمة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي أمام مجلس الوزراء في الاجتماع الاستثنائي, كانت شديدة الوضوح بالغة التأثير, لأنها ركزت على المستقبل والعمل من أجل ايصال اليمن إلى يوم 21 فبراير 2014م ليقول الشعب كلمته في اختيار من يمثله, وهنا تظهر حقيقة احترام الارادة الشعبية والثبات المطلق على مبدأ التداول السلمي للسلطة الذي ناضلت الارادة الكلية للشعب من أجل الحفاظ عليه وحماية الشرعية الدستورية, وهنا نقول: على اصحاب العقول المشحونة بنار الفتنة والقلوب المملوءة بالحقد أن يكفوا عن نبش الامراض السرطانية, وأن يدركوا أن الازمة السياسية وسياسة التثوير ضد الشرعية الدستورية وضد مبدأ التداول السلمي للسلطة لم تعد تخدع اليمنيين, وقد تجاوزها الحكماء والعقلاء بالانتخابات الرئاسية المبكرة التي صانت وحمت الشرعية الدستورية, وانتقلت الشرعية الدستورية بموجب الانتخابات الرئاسية المبكرة لتمنح القوة لرئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي الذي يقود مرحلة التسوية السياسية من أجل الوصول باليمن إلى بر الأمان بإذن الله.