يبدو أن البعض يعشق الوهم، ونتيجة لذلك العشق القاتل يصل الحال إلى الاعتقاد أن ذلك الزيف الذي عشقه بات حقيقة لايستطيع معها تمييز الأشياء الملموسة والمحسوسة حوله على أرض الواقع الفعلي، وهذه الحالة المأساوية تنطبق على بعض الواهمين في قيادة اللقاء المشترك، الذين يصرون على المضي في طريق الوهم الذي عشقوه وبات في عقولهم واقعاً يتعاطون معه، ولم يعد يهمهم ما يدور حولهم على أرض الواقع من أفعال وردود أفعال، وعدم الادراك هذا ليس عفوياً بل مصطنعاً ومفتعلاً، والأكثر من ذلك أن تلك القيادات الواهمة تريد أن تفرض وهمها على بقية القيادات الوسطية والقاعدية من مكونات تكتل اللقاء المشترك، وهو ما قوبل بالرفض المطلق. إن الإصرار على السير في طريق المجهول لا ينبغي أن يقبله العقلاء والنبلاء والشرفاء في تكتل اللقاء المشترك، وينبغي أن تفضح خطة الوهم القائمة على سياسة تثوير الغوغاء واستغلال حاجات الناس والتحالف مع الشيطان لإيصال البلاد إلى الفراغ الدستوري، ومن ثم الفوضى العارمة التي توصل أصحاب الطموحات إلى ملء الفراغ الذي خططوا له، بل لابد أن يدرك الشرفاء في اللقاء المشترك أن الطموحات المشروعة لايمكن أن تتحقق بالطرق والوسائل غير المشروعة، فما بالك بالطموح غير المشروع الذي يسعى إليه من لا يملكون أهلية التفكير السوي الذين يريدون إهلاك الحرث والنسل. إن المرحلة المقبلة بحاجة إلى إعمال العقل والتبصر، وإعادة قراءة الواقع قراءة موضوعية ثم التفكير بعقل وحكمة في نتائج قراءة الواقع، بعد ذلك ينبغي أن توضع مصلحة البلاد والعباد فوق الأهواء والنزوات والنزعات الشخصية، وأن يتواضع الشاطحون ويتخلوا عن عشق الوهم ويعودوا إلى الواقع، ويدركوا أن سياسة التثوير والتحالف مع الشيطان لم تعد مجدية بل إن الإصرار عليها مهلكة، وأن الشعب لم يعد يقبل بمن يتاجر بقضاياه من أجل تحقيق المكاسب السياسية غير المشروعة على حساب لقمة عيشه. ولئن كان الشعب قد أدرك حقيقة ما دبر له بليل مظلم فإن على صاحب الشرعية الدستورية الذي يحظى بقبول الجماهير أن يمضي بجدية في الإعداد لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد في 27 أبريل 2010م ولايجوز التراجع عن هذا الاستحقاق الذي يحقق رغبة الجماهير ويعزز الإرادة الكلية للشعب صاحب المصلحة الحقيقية في كل ذلك فلتتسارع الخطوات نحو الغد المشرق بإذن الله.