جمعتني الصدف في احدى المناسبات القريبة جداً بالأستاذ القدير سلطان العتواني - أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وأحد أبرز قيادات تكتل اللقاء المشترك وبحكم العلاقات الأخوية التي أعتقد أنها حميمية على الأقل من جانبي شخصياً عاتبني الأستاذ العتواني بشدة وقال: كنا نعتقد بأنك بعد الحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية ستتغير، ولكنك مازلت كما عرفناك وأسلوبك في النقد اللاذع هو هو لم يتغير.. إلخ فقلت له: على الأقل أن الأفكار والانتقادات والرؤى التي أطرحها لم تملَ علي على الاطلاق وإنما أعبر عن قناعاتي وأنطلق من ثبات مبادئي وقيمي وأخلاقي، ولم استهدف اساءة أحد بقدر ما أرغب في طرح الحقيقة كما هي وحسب رؤيتي للممارس على أرض الواقع. ولا أنكر مطلقاً بأنني منحاز إلى الوحدة الوطنية وسيادة الدستور والقانون وفرض هيبة الدولة، كما لا أنكر انحيازي للمؤتمر الشعبي العام في كل إيجابياته لإيماني المطلق بالميثاق الوطني النظرية السياسية الجامعة والدليل النظري للمؤتمر الشعبي العام. وكنت في حديثي مع الأستاذ العزيز سلطان العتواني واضحاً إلى درجة بعيدة، ولكني لمست في حديثه وجعاً شديداً ربما سببته كتاباتي حسب مافهمت، ولكني من جديد أقول إن أحزاب اللقاء المشترك لم تتبن استراتيجية وطنية لمخاطبة الإرادة الناخبة بما هو ممكن ولم تغرس مبدأ الولاء الوطني في أذهان النشء، بل أستطيع القول بأن أحزاب اللقاء المشترك لم تمتلك قرارها والأكثر من ذلك أنني أعتقد أن اللقاء المشترك مختطف وبحاجة إلى تحرير ليستعيد عافيته من جديد، ولعل الأستاذ القدير سلطان العتواني يعرف ماذا أعني بأن ما أكتبه لم يكن إملاءً من أحد على الاطلاق. وأود أن أذكره بأن أحزاب اللقاء المشترك لم تكن في وضع سليم عندما فرض عليها تبني سياسة تثوير الشارع،ولم يكن لدى تلك الأحزاب الجرأة لتقول لا لسياسة تثوير الشارع لأنها أحزاب عريقة وتعرف مقدار الوعي السياسي لدى الشارع.. وبالتالي سياسة التثوير ستقود إلى الهلاك، فماذا كانت نتيجة تثوير الشارع؟ سنتناول تفاصيل ذلك في العدد القادم بإذن الله.