يبدو أن البعض مصاب بحالة التبلد أو أنهم دخلوا مرحلة اللا وعي، فلم يعد هذا البعض يدرك ما يقول أو يفعل، ولم يقدّر الأثر السلبي الذي يخلفه قوله أو فعله المثير للفتن والفوضى، بل إن أقوال وأفعال هؤلاء البعض مشجعة للإرهاب. والسؤال الذي ينبغي الوقوف أمامه هو: لماذا فضل هذا البعض التخريب والقتل والإرهاب وإشعال الحرائق على الوطن، وأين ذهبوا بعقولهم، وما هي الإغراءات المادية التي قدمت لهم لكي يبيعوا وطنهم للشيطان ويدفعوا به إلى الهاوية؟!. وهل هم على يقين أن تلك المنافع الشخصية أو الطموحات الفردية ستتحقق عندما يقومون بخرق السفينة التي على ظهرها الكل؟!. ثم هل المنافع الفردية والطموحات الشخصية أعظم من مستقبل الوطن، ومن الذي سيبقى؛ الأفراد أم الوطن، وكيف يفكر هؤلاء النفر الذين غرّهم الشيطان في مستقبل الأجيال، أم أن المسألة لديهم محسومة "أنا ومن بعدي الطوفان"؟!. إن الملاحظ خلال هذه الفترة هو أن بعض العناصر التي تعاني بعض المشاكل الشخصية، ولم تتمكن من تحقيق طموحاتها النفعية تحولت من عناصر كان يظهر عليها الوفاء للوطن إلى عناصر انتهازية تقدم نفسها للآخرين للانتفاع بما لديها من مواهب للنكاية بالوطن والانقلاب على القيم والمبادئ التي تربّى عليها ذلك البعض الذي لم نكن نتوقع منه أن يبيع ضميره للشيطان ويسعى إلى الفتنة، ويعمل على صب الزيت على النار ليزداد لهيبها بهدف أن تأكل الأخضر واليابس. كنت في أحد الحوارات التي فيها من هذا البعض الذي تحول إلى الانتقام قد طرحت قضايا جوهرية في الحوار منها: أن دعوة الحوار جاءت من رئيس الجمهورية وليست من مجلس الدفاع حسب زعمه. وبينت أن الدعوة عرضت على مجلس الدفاع كونها قضية وطنية كبرى تتعلق بمستقبل اليمن؛ فأقرّها المجلس كونه يمثل المؤسسات الدستورية الرئاسية والنيابية والشوروية والوزارية. كما طرحت أن الدعوة لا تتعارض مع اتفاق فبراير الماضي مع اللقاء المشترك بل تنفيذ لذلك، وقلت إن أحزاب اللقاء المشترك التي تختلق الأعذار في كل استحقاق وطني ينبغي لها أن تجمع رؤاها وتبادر إلى المشاركة في الحوار. وبالإمكان تنفيذ البند الثاني من اتفاق فبراير من خلال لقاء الأحزاب الممثلة في مجلس النواب والتحاور مع بعضها حول المختلف عليه، ثم تقدم رؤية موحدة للحوار الوطني الموسع. غير أن العناد والمكابرة والإصرار على المغالطة كان هو النهج الذي يسود الحوار مع أمثال هؤلاء، ورغم ذلك مازلنا نأمل في العقلاء من أجل المشاركة في الحوار بعيداً عن صب الزيت على النار ومحاولة خرق السفينة؛ وهو ما نأمله بإذن الله.