لا يجوز أن تطغى القضايا الشخصية والنفعية على قضايا الوطن، ولا يمكن أن تكون الرغبات الفردية سبباً في أن تدفع بأصحابها إلى ارتكاب أعمال التخريب وتعريض السيادة الوطنية للخطر الخارجي أو تهديد الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة. ومن هذا المنطلق لا يقوم بأعمال التخريب والتدمير إلا من يكنُّون لأوطانهم كل الحقد والكراهية وليس لهم من همٍّ غير السعي إلى إحداث الفتن وإشعال الحرائق، وانتهاز الفرص لصب الزيت على النار، ظناً من هؤلاء أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تحقق لهم منافعهم الشخصية الضيقة التي تتعارض أساساً في كثير من مواضيعها مع الدستور والقانون، ولكن لأن اعتقاد البعض بأنهم فوق الدستور والقانون يصرون على تنفيذ رغباتهم، ولما لم يجدو سبيلاً لتنفيذ تلك الرغبات الشخصية يتنكرون للوطن ويتخلى البعض منهم عن هويته الوطنية ويسلك طرقاً لا تخدم المصالح العليا للبلاد. إن النزعة الذاتية والأنانية الفردية وعدم القدرة على التحكم في هوى النفس وكبح جماح الرغبات غير المشروعة يدفع بأصحابها إلى الوقوع في المحظور ويجعل من نفسه فريسة سهلة لمن يبحثون عن فرائس سهلة تقع في شباكهم ويقدمون لمثل هذه العناصر الإغراءات، بل ويصورون لهم بأنهم على صواب ويدفعونهم إلى الأفعال الإجرامية والإرهابية، مستغلين ضعف وفشل مثل هذه العناصر وبالتالي يتمكن أولئك الحاقدون من إحكام السيطرة على مثل هذه العناصر، فلا تتصرف إلا وفق خطط تعدها تلك ولاسبيل لأولئك الذين أوقعوا أنفسهم في مستنقع الارتهان إلا تنفيذ تلك الخطط وربما لايدركون خطورة مايقومون به إلا بعد فوات الأوان. ولئن كان أعداء الوطن الذين يحيكون المؤامرة ضد السيادة الوطنية يقومون باقتناص الفرص والاستفادة من العناصر الواهمة والفاشلة فإن الواجب يحتم على الدولة ان تسد المنافذ التي يمكن ان يدخل منها العدو أو ينفذ إلى نفوس الشباب لتعطيل عقولهم ودفعهم إلى أعمال تضر بالوطن ومصالحه العليا ومن ذلك الواجب إعادة النظر في كافة الإجراءات والأعمال التي قد تدفع بضعفاء النفوس لأن يبيعوا أنفسهم للشيطان وتعمل على ايجاد استراتيجية تربوية قادرة على استيعاب الشباب وتمنع تسربهم ويقابل ذلك استراتيجية وطنية تضمن فرص العمل الشريف، بذلك يمكن ان نجفف منابع الفساد والارهاب والتمرد بإذن الله.