لا أعتقد أن إنساناً سوياً يقبل القيام بفعل الإساءة ضد الوطن ومصالحه العليا، ولا يقبل بذلك إلا من تربى على أيدي تجار الحروب والحاقدين على الوطن وأصحاب الأفكار الظلامية والغلاة في الدين الطامعين في استعباد الآخرين الذين يجعلون من الدين مجرد وسيلة لإيصالهم إلى غايتهم الشيطانية. وأمثال هؤلاء نزعت منهم حريتهم وسلبت منهم إرادتهم, وأصبحوا مجرد أدوات لا يملكون قرار أنفسهم فيستغلهم أعداء الوطن ويحركونهم وفق رغباتهم غير المشروعة. إن أعداء الوطن والحاقدين عليه والطامعين في استعباد الشعب ذوي النزعة العنصرية, يصطادون فرائسهم، مستخدمين أموالاً مدنسة لإغراء ضعفاء النفوس وجرهم إلى هاوية الهلاك؛ لأن الرغبة في الانتقام من الشعب باتت نزعة عنصرية متأصلة في نفوس أولئك، دفعتهم إلى استخدام الوسائل الشيطانية، وجعلوا من أنفسهم أدوات لتنفيذ مخططات عدوانية خارجية همها الأساسي إضعاف اليمن وتبديد قوته وإمكاناته, ومنع عجلة التنمية وإشغال أهل اليمن عن المضي في درب العلم والمعرفة، وجعلهم ينشغلون بالثارات وسفاسف الأمور وتقتل فيهم روح الإبداع والتطور وتقودهم إلى قتل أنفسهم بأنفسهم على أتفه الأسباب. ولئن كانت القوى الطامعة في اليمن والراغبة في إضعافه قد سلكت مسالك الشيطان في استقطاب العناصر الحاقدة على الوطن والواهمة في الوصول إلى ما ليس من حقها؛ فإن الواجب المقدس يحتم على القوى السياسية أن تعيد ترتيب أوضاعها وأولوياتها حتى لا تنزلق في مستنقع الارتهان الذي انزلق إليه أصحاب الطموحات غير المشروعة, وباتوا مجرد أدوات بأيدي الغير يجعلونهم يخربون بيوتهم بأيديهم, وهم يدركون بأن فعلهم المجرم لا يمكن أن يحقق رغبتهم في الوصول إلى أهدافهم غير المشروعة, لأن وقوعهم في مستنقع الارتهان السياسي قد أضاف سوءاً إلى سوء نواياهم السياسية العدوانية ضد الشعب وأمنه واستقراره. إن الواجب الوطني المقدس يحتم علينا أن نوجه النصيحة إلى القوى السياسية التي بدأت تسير في طريق أعداء الثورة والجمهورية والوحدة، ونقول إن السير في هذا الطريق أكبر جريمة يجعل الشعب اليمني الحر يثور من جديد على الإمامة والاستعمار ولن يهدأ له باله حتى يخلص البلاد والعباد من الطامعين في إذلال الشعب. وليدرك الجميع بأن اليمنيين قد رفعوا من قبل شعار «الجمهورية أو الموت» واليوم يرفعون شعار «الوحدة أو الموت» وإن هذه إرادة فولاذية مستسمدة من إرادة الله، ولن تقف أمام هذه الإرادة أية إرادة أخرى مستمدة من إرادة الشيطان, ولذلك ينبغي اغتنام الفرصة والعمل من أجل المستقبل المشرق في الوحدة والتعددية والديمقراطية، وهو المشروع النهضوي الذي نسعى إلى تعزيزه بإذن الله.