يأبى البعض من الذين كنا نعتقد فيهم الوفاء للوطن والوقوف إلى جانب الوطن ويصرون على الكبر والعناد دون أن يقدروا حجم المسئولية الوطنية , ففي الوقت الذي يحتفي فيه الشعب بكل شرائحه نجد البعض قد قدم التزاماً منقطع النظير بالوفاء للشيطان , والسير في طريقه الذي يؤدي إلى الهاوية ,وقد لمست جماهير الشعب ذلك العنت والصلف الذي أبداه البعض من الذين فرض عليهم الشيطان العزلة وعدم المشاركة مع الكافة من الناس, وأدركت العامة من الناس قبل النخب السياسية أن قيادات حزبية تصر على مقاطعة الشعب والانكفاء على نفسها دون مشاركة الشعب أفراحه لايمكن أن تحظى في المستقبل بأي قبول أو رضا جماهيري ,لأنها افتقدت المشاركة الشعبية خصوصاً في الأفراح القومية مثل خليجي عشرين والأعياد الدينية والوطنية. إن المحزن بل والمبكي هو أن نجد رجالاً من الصفوف الوطنية الأولى قد وضعوا أنفسهم في خانة المخاصمين للشعب ,في الوقت الذي كان الشعب ينتظر منهم قولاً وفعلاً وطنياً مشرفاً ينسجم مع الإرادة الجماهيرية ويحقق الخير العام ,ويحترم الإرادة الكلية للشعب ويعزز الوحدة الوطنية ويصون الثوابت الدينية ,ويمنع الاختلاف ويخلق الائتلاف والتسامح على اعتبار أن تلك الشخصيات مازالت شديدة الإيمان بقدسية التراب الوطني وأفنت حياتها في سبيل الانتصار للإرادة الكلية المتمثلة في الثورة والوحدة, واحترام تضحيات أحرار اليمن الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن. إن المؤشرات تؤكد أن بعض العناصر التي استهوتها الغواية وتأزيم الحياة السياسية ,تصور لبعض القيادات الوطنية الأمور على غير الحقيقة ,وبدلاً من الإسهام في قول الحقيقة باتجاه تحقيق الخير العام للبلاد والعباد فإن عناصر الغواية الملتزمة بخط الابتزاز والانتهازية تعمل بشكل دائم في صب الزيت على النار والبحث عن المنغصات ,لأن تلك العناصر لاتنظر إلى مستقبل الوطن بقدر ما تنظر إلى مصالحها الشخصية الضيقة .. ولأن تلك القيادات شديدة الثقة بأولئك النفر فإنها تستسلم لما يطرب المنتفعين من العزل السياسي والاجتماعي لتلك القيادات. إن المطلوب هو العودة إلى صف الوطن بالفعل الوطني الذي يلتزم الدستور والقانون وعمل المنافع التي تحقق الخير العام للبلاد والعباد ,والنزول من الأبراج العاجية والوقوف مع الشعب وإرادته.