يبدو أن الذرائع قد سدت وأن الحجج الواهية قد اسقطت وأن كافة المطالب قد تم الاستجابة لها وأن صوت العقل والحكمة والإيمان كان انبل وأشرف وأعظم من صوت الشر والفتنة وأن المناخات مهيئة للبدء في الحوار الوطني الذي ينجز المهام الوطنية العاجلة ويضع برنامجاً زمنياً للإسراع في إنجاز تحقيق الإرادة الكلية للشعب المتمثلة في الانتخابات النيابية وأن الساحة الوطنية والإقليمية والعالمية قد ادركت مدى قدرة القيادة السياسية في بلادنا على تجاوز الأزمات ولم يعد أمام الجميع غير العمل من أجل إنجاح الحوار لإنجاز المهام الوطنية ولم يعد هناك مجال للتشكيك أو التردد ولم يعد هناك قبول لمن يحاول تعكير صفو الحياة السياسية والاجتماعية أو يمارس الغواية السياسية أو يختلق الاعذار التي تعيق الإنجاز وتؤخر الاستحقاق وتعطل عجلة الحياة السياسية. إن المرحلة المقبلة بحاجة إلى المصداقية وإتباع القول بالعمل والخروج من التمترس خلف الأوهام الشخصية والأحقاد الذاتية وقد ظهر من الآن ان الشعب ينتظر من الذين ماطلوا طويلاً وخادعوا كثيراً وغرروا كثيراً الالتزام المطلق بالمبادرة الرئاسية وسرعة العمل على التنفيذ وعدم التمترس خلف القضايا الشخصية غير المعلنة والعمل بجد وإخلاص من أجل إنجاز المهام الوطنية التي تحقق الإرادة الكلية للشعب, وهذا لا يأتي إلا عبر العمل المنظم والالتئام الدائم والمستمر للجنة الأربعة التي باتت مفوضة بإعداد البرامج الزمنية لإنجاز المهام وتحديد الأولويات للحوار والبدء الفوري في عملية التنفيذ. إن المرحلة المقبلة بحاجة إلى عدم إنكاء الجروح وعدم التطاول أو التمادي فيه على الوطن ورموزه السياسية وأن يكف البعض عن محاكاة الآخرين وإسقاط بعض الأحداث الإقليمية على البلاد والعباد وأن يترفع العاملون في وسائل إعلام المشترك عن استخدام الألفاظ الجارحة وإظهار حالة التعصب وأن يحذوا حذو المؤتمر الذي أمر بإيقاف التداعيات الإعلامية وأن تنتهي نبرة التشفي الماحقة والمثيرة للحساسية وأن يدرك الجميع بأن كافة الأقنعة قد سقطت وقد عرف الشعب من هو معه ومع مصالحه وأعطى فرصة أخيرة لإثبات صدق الانتماء وصدق الوفاء والالتزام بأمانة المسئولية الوطنية بعيداً عن المزايدة والمناكفة, فهل سنجد الاستجابة لصوت الخير من أجل إنجاز المهام الوطنية الكبرى خلال المرحلة المقبلة؟ نأمل ذلك بإذن الله.