الاعتقاد الذي ساد خلال الفترة الماضية لدى بعض القوى السياسية بأن العنف يمكن أن يحقق الرغبات غير المشروعة بات اليوم الصورة الأكثر قتامة وعدواناً، رغم أن الكثير من العناصر والقوى التي تحالفت ضد الأمن والاستقرار قد عدلت عن هذا الحلف الشيطاني، وأدركت أن المصالح الخاصة لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل الأمن والاستقرار، وأن المصالح والطموحات غير المشروعة لا يمكن أن تتحقق على الإطلاق؛ لأن الشعب صاحب الإرادة الكلية هو المرجع النهائي الذي لا يقبل إلا بما يحقق النفع العام والخاص للناس كافة ويرفض ما دون ذلك. إن المرحلة الراهنة تحتاج إلى التفكير السليم والقرار الحكيم الذي يقرر العواقب قبل وقوعها، ويستخدم البدائل الأكثر تحقيقاً للصالح العام؛ لأن الالتزام بالإرادة الكلية للشعب هو الأكثر فاعلية لتحقيق الأمن والاستقرار، أما الارتجال والعشوائية والمزاجية وعدم احترام المؤسسات الدستورية وتجاوز الثوابت الوطنية فإن ذلك طريق خطير ليقود إلى المهالك وسوء المنقلب، ولذلك ينبغي على الحكماء والعقلاء أن يحققوا الاستفادة المرجوة من الأجواء الروحانية للشهر الكريم، وأن يستفيدوا من ثلث المغفرة لخلق الوئام والوفاق التام الذي يجنب البلاد والعباد الأزمات والفتن. إن المواطن اليوم أكثر وعياً وإدراكاً بأهمية وحدة الصف من أجل حماية المصالح العامة للوطن؛ لأن الأزمة الماحقة التي ألحقت به الأذى وسامته سوء العذاب جعلته يدرك أين تكمن مصالح البلاد والعباد وعرفته بحقائق الأمور، ولم يعد اليوم المواطن غافلاً عن الممارسات غير السوية التي تمارسها بعض القوى السياسية التي تهدف إلى إلحاق الضرر بالوطن والمواطن، من أجل جلب المنافع الذاتية على حساب الصالح العام. إن العقل المستنير بنور المعرفة لا يمكن أن يقبل بالترويج للمشاريع العدوانية على مصالح البلاد والعباد، وقد بات من الواجب تعريف الناس بأهمية الحفاظ على الإنجازات الوطنية وعدم التفريط فيها، وأن يدرك الناس كافة أن تلك الإنجازات لم تأتِ إلا بعد تضحيات عظيمة وفي مقدمتها إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني في 22مايو 1990م، وأن من يحاولون التمرد على أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر إنما يهدفون إلى تدمير كل ما تحقق منذ 1962م وحتى اليوم، وهذا يعني التمرد على الإرادة الكلية الذي لا يمكن القبول به؛ لأن الإرادة الكلية للشعب تدرك أن قوة اليمن في وحدتها بإذن الله.