الإصرار على خدمة المصالح العليا للبلاد والعباد، والبعُد المطلق عن الأنانية والذاتية أمر بالغ الأهمية في تحديد المواقف في الحياة السياسية، وقد بات المواطن اليمني على درجة عالية من الوعي بأهمية الاختيار الذي يحقق آماله وتطلعاته ويعزز الوحدة الوطنية ويقوي سيادة الدستور والقانون ويصون سيادة البلاد ويحفظ وحدتها وتماسكها ويفوت على الأعداء فرص الاعتداء على قدسية التراب اليمني. إن دراسة تجارب الحياة السياسية وتأثيراتها من الأمور التي تمكن المهتمين بالشئون السياسية من التعرف على الأخطاء القاتلة التي أدت إلى وجود الاختلالات والحريص الفطن الذي يدرك مواقع الزلل يتجنبها ولا يكرر الوقوع فيها، ومن هنا فإن الإصرار على قول أو فعل ما لا صلة له بالسياسة لأن ميدان السياسة هو فن الممكن الذي يحقق الرضا والقبول الشعبي القاعدة الأساسية للشرعية السياسية. إن اليمنيين يدركون من خلال تاريخ حياتهم السياسية المليئة بالمواقف والتجارب السياسية المختلفة التي التزج حلوها بمرها أن الحوار هو السبيل الوحيد الذي يحقق الرضا والقبول، لأن الإقناع والقدرة على توضيح ما هو صائب وما هو خاطئ سيكون البوابة الشرعية لطرح عيوب ومزايا من يطرحون قضايا غير واقعية أو لا تخدم الصالح العام ولا تعزز قوة الدولة ووحدة الإرادة. إن التمترُس خلف قضايا لا تحقق قوة الدولة ولا تعزز الوحدة الوطنية أوهن من خيط العنكبوت، ولن يصمد في الحوار إلا من كان لديه مشروع وطني شامل يحقق الخير العام للوطن اليمني كله، ولذلك فإن الذين مازالوا يتخاذلون عن الحوار ويتملصون منه يدركون أن مشروعهم غير سوي ولا يحقق الخير العام للكافة ولذلك يختلقون الأعذار من أجل إعاقة المشروع الوطني الأكبر الذي يحقق عزة اليمن وأبنائه. لم يعد الوقت يسمح لمن يريد الإعاقة لأن العالم اليوم الذي يؤمن بأن وحدة وأمن واستقرار اليمن بات حاجة ملحة أصبح يراقب عن قرب كل التصريحات والأكثر و الأقوى من ذلك كله أن إرادة الشعب اليمني الواحد الموحد من أرخبيل سقطرى حتى صحراء الربع الخالي مصرة على المزيد من التوحد وبناء قوة الدولة اليمنية الحديثة ولذلك تعالوا إلى كلمة سواء من خلال الحوار الوطني من أجل يمن قوي ومتطور وموحد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك