المنهجية العلمية والموضوعية هي الطريقة التي ينبغي الانطلاق من خلالها لتحديد ملامح المستقبل، وهذا يعني التركيز على اختيار الكفاءات والقدرات والخبرات في المجالات المتعلقة بالمنهجية العلمية، ولا يجوز الركون إلى غير المتخصصين أو الذين ليس لديهم تجربة، ولا يستطيعون التنبؤ بنتائج مالديهم من الخيارات المحدودة وغير القادرة على استيعاب الخصوصية اليمنية ذات الأبعاد المتعددة، الأمر الذي يجعل غير المتخصصين فريسة سهلة للوقوع في شرك التقليد الأعمى أو المحاكاة غير العلمية التي لا تحقق الرضا والقبول أساس الشرعية السياسية والدستورية. إن مرحلة الحوار الوطني الشامل في أمس الحاجة إلى إسناد المتحاورين بالأفكار العلمية والموضوعية، ولا يجوز التقصير في هذا الاتجاه، لأن رسم ملامح المستقبل جماعية ينبغي أن يساهم كل بما لديه من المعرفة والرأي بروح مسئولة وضمير حي يكون الهدف الأول والأخير هو خدمة مستقبل أجيال اليمن، بعيداً عن التحيز أو الميل إلى القروية أو الحزبية أو المذهبية، كما أنه ليس عيباً الأخذ برأي أو فكرة سليمة جاءت من أحد تستوعب الخصوصية اليمنية وتؤمن مستقبل أجيال اليمن وتعزز الوحدة الوطنية وتصون السيادة المطلقة للجمهورية اليمنية. إن المرحلة الراهنة بحاجة ماسة إلى كل فكرة سليمة ورأي ناضج وقول سديد، ولا يبخل بذلك إلا حاقد على الوطن وأهله، ولذلك ينبغي أن تكون صدور الجميع رحبة من أجل التعرف على كل الآراء والأفكار ثم دراستها بعناية فائقة وإخضاعها لواقع الخصوصية الجغرافية والبشرية للجمهورية، ولعل مؤتمر الحوار الوطني الشامل باب مفتوح لكل الآراء والأفكار، الأمر الذي يحتم على الكافة طرح مالديه من المعرفة العلمية لكي يكون له شرف الإسهام في صناعة مستقبل اليمن الجديد. إن المرحلة الراهنة بحاجة إلى الهدوء والعقلانية والتبصر والصبر والحكمة، من أجل الوصول إلى الأفضل الذي يحقق الإرادة الكلية للشعب، لأن رسم الاستراتيجية الكبرى للجمهورية اليمنية يحتاج إلى قوة الإيمان وصحوة الضمائر ويقظة الحس وبعد النظر، ولعلي هنا أعتقد أن إعلام اليمن سواءً كانوا في الحوار أو في أي موقع يدركون عظم المسئولية وحجم الأمانة، وأنا على يقين بأن الكافة قد جعل مستقبل اليمن الواحد والموحد والقادر والمقتدر أولاً وأخيراً بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك