لقد قلنا مراراً وتكراراً وبموضوعية أن القوالب الجاهزة التي يروج لها البعض سواءً في موضوع شكل الدولة أو شكل نظام الحكم لا يمكن أن تحقق الرضا والقبول أساس الشرعية السياسية، لأن الخصوصية البشرية والجغرافية تختلف من بلد لآخر، ولذلك فإن الشكل الذي يمكن أن يناسب بلداً ما لابد أن يخضع لتعريف مغاير عن التعاريف المتعارف عليها ولابد أن يأتي بجديد يتناسب مع تلك الخصوصية البشرية والجغرافية. إن مؤتمر الحوار الوطني المعني بوضع الخطوط العامة لملامح المستقبل ينبغي أن يكون أعضاؤه على قدر من الأناة والتعقل والبعد المطلق عن الأحكام المسبقة، ولابد أن يخضعوا الأفكار والآراء للدراسةمن قبل المتخصصين الأكثر دراية بالقضايا التخصصية، لأن التسرع والاعتماد على العاطفة لا يحقق الرضا والقبول الشعبي أساس الشرعية السياسية التي يحتاجها شكل الدولة وشكل نظام الحكم المعاصر. إن الاعتماد على فهم المصطلحات لا يأتي عبر الفهم السطحي الذي لا يأخذ العوامل المؤثرة إيجاباً وسلباً سيسفر عن اختلالات كبرى قد يصعب فيما بعد معالجتها، ولذلك فإن مؤتمر الحوار هو الفرصة الذهبية التي ينبغي أن يتصف بالهدوء والعقلانية والتفكير الاستراتيجي بعيد المدى من أجل صناعة المستقبل على أسس علمية كفيلة بتجاوز معضلات الحياة السياسية والاجتماعية في اليمن. إن ما دفعني إلى قول ذلك ما طرحه لي بعض أعضاء مؤتمر الحوار من حالة الانفعال والتسرع التي غلبت على بعض أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ولذلك فإن الواجب على الكافة التنبه أن أعمال الحوار الوطني ليست كل القضايا الآنية التي هي من واجب الحكومة اليومية، ولكن همّ المؤتمر ينبغي أن يكثف على البعد الاستراتيجي طويل المدى لمستقبل اليمن من أجل رسم المعالم الواضحة وغير القابلة للتأويلات. إن مسئولية الجميع داخل الحوار وخارج إطار مؤتمر الحوار الوطني التناصح والاستماع إلى الآراء وتقليبها واختيار الأفضل منها لخدمة مستقبل اليمن الواحد والموحد بعيداً عن الأنانية والقروية، ولا فلاح في المستقبل إلا بالحوار الهادئ والتفكير السليم الذي يقود إلى خير الإنسانية كافة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك