الانطلاق صوب المستقبل الأكثر إشراقاً لا يتطلب الانشداد إلى الماضي والبحث في ملفاته، لأن الإنشداد إلى الماضي ومحاولة تقليب أحداثه وتفتيش مجريات تلك الأحداث لن يحقق السعادة المنشودة للمجتمع، بل يخلق المزيد من الأسى ويضع المزيد من العقبات أمام الانطلاق نحو الأفضل، كما أن محاولة نبش أحداث الماضي ، لن يقدم لليمن الخير، ولن يحقق الطموح الذي ينتظره اليمنيون كافة، ولذلك على الذين مازالوا مشدودين إلى الماضي أن يدركوا أن مستقبل أجيال اليمن أهم من ذلك، لأن الماضي أصبح تاريخاً ينبغي الاطلاع عليه لمعرفة الإيجابي والسلبي لتجنب الوقوع في الأخطاء والعمل وتحسين الإيجابي، كما أنه لأخذ العظة والعبرة. لقد لمست من الكثيرين تجاوز العثرات ومحاولة النهوض بالمستقبل، وهذا يعد فعلاً إيجابياً يعطي مؤشراً بالغ الأهمية لما لذلك من انطلاقة عملية للتفكير بعمق في قضايا مستقبل الوطن وإصلاح أوضاعه بدلاً من الضياع في نبش القبور وملاحقة الوهم والبقاء خلف جدران المستقبل، لأن الذين جبلوا على الإنشداد للماضي إنما يبنون جداراً حديدياً يحجبهم عن المستقبل ويمنع وصولهم إليه، نظراً لأفكارهم السوداوية وبغضهم للحياة وحقدهم على الوطن، وبقائهم الدائم في الغرف المظلمة ورفضهم لمعايشة الواقع. إن النظر إلى المستقبل والتفكير بعمق في تحديد معالمه دليل على الوعي المعرفي بمجريات الحياة وسنن الكون، وسلامة المنطق وقوة الإرادة وعظمة المؤمل الذي يحقق الخير للإنسانية ويجلب النفع العام ويدرأ الضرر المحتمل، كما يدل على أن العقل السليم هو الذي يرسم ملامح المستقبل ولا يظل أسير الماضي، وقد بينت ظروف الحياة السياسية الحاجة الأكيدة إلى الانطلاق بثقة نحو رسم آفاق المستقبل بالتفاؤل والأمل. إن ملاحظة التفاعلات الإنسانية في الحياة اليومية يعطي قدراً معرفياً لمفهوم الحياة، وبعداً عملياً للانطلاق بثقة فائقة لتجاوز المشكلات والتفكير في كيفية الحلول وليس البحث في كيفية نشوء المشكلة، ولذلك على الذين تحملوا مسئولية الحوار الوطني نيابة عن الشعب ان يحملوا هذه الأمانة بجدارة وينصب تفكيرهم في الحلول العملية لمشكلات اليمن ليكون لهم شرف النجاح الذي ينتظره اليمنيون والعالم بأسره. إن تحديد ملامح المستقبل الأكثر إشراقاً وتطوراً وتوحداً وقوة بات اليوم فرض عين على كافة المتحاورين، ولا يجوز التنصل من هذه المسئولية واختلاق الأعذار، لأن أمانة المسئولية تحتم على الكافة القيام بهذا الواجب المقدس من أجل غد أفضل تسوده المحبة والتسامح بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك