إن الوفاق الوطني الذي صنعه اليمنيون يفرض على الكافة الانشغال بالمستقبل ويصرفهم عن نبش الماضي والالتزام العملي بالمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، والامتناع المطلق عن الأقوال والأفعال التي لا تتفق مع مفهوم الوفاق الوطني أو تحاول أن تتجاوز المبادرة و الآلية المزمنة. إن اليمنيين اليوم أمام مهام وطنية بالغة الأهمية تحتاج إلى تضافر الجهود وتوجيه القدرات والطاقات الوطنية لانجازها ولا يجوز بأي حال من الأحوال الانصراف إلى الأقوال والأفعال المثيرة للفتنة التي تحط من قدر الآخرين وتعيش آخرين في أوهام وخيالات وبطولات لا صلة لها بالواقع. إن ما توصل إليه اليمنيون من وفاق وطني قد أنهى أي ادعاءات أو بطولات وجعل الناس كافة ينحازون إلى الوفاق ويأخذونه جملة وتفصيلاً،ولا يمكن أن يؤخذ بعضه ويترك جله على الإطلاق،وللأسف نجد أن البعض يأخذ من الوفاق ما يتفق مع أوهامه وخيالاته ليتجاوز بذلك الشرعية الدستورية والإرادة الشعبية دون أدنى قدر من المسئولية والالتزام بالعهود والمواثيق التي شهد عليها العالم. إن اليمنيين اليوم مطالبون بانجاز الحوار الوطني الشامل الذي لا يستثني أحداً يلتزم بثوابت الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وهذا المطلب لا يحتاج إلى المهاترات الإعلامية والكيد السياسي واختلاق الأعذار والأوهام والوساوس التي يجعل منها البعض سبباً لإعاقة الانجاز الوطني دون أن يدرك بأن العالم قد استطاع كشف حقيقة الباحثين عن الأوهام والأعذار الواهية ولم يعد يصدق الأكاذيب والزيف على الإطلاق بقدر ما يدرك حقيقة الأمر. إن المطلوب اليوم هو الكف عن الكذب والزيف لاختلاق الأزمات السياسية والاتجاه نحو انجاز الحوار الوطني الذي بات فرض عين على الكافة القيام به لأن الهدف منه هو حل كافة مشكلات البلاد والعباد بروح وطنية مسئولة وجماعية تحقق الخير والرفاه وتعزز الوحدة الوطنية وتصون السيادة الوطنية وتوصل الناس كافة إلى كلمة سواء تنطلق من خلالها اليمن صوب آفاق المستقبل الأكثر إشراقاً بإذن الله.