ليس من باب الأحساس بالمسئولية الوطنية من ينصرف في تناولاته إلى البحث عن الحكايات والتندر بالوطن والنكاية به والاساءة إلى تجربتنا الديمقراطية والتجريح للآخر وممارسة الزيف، بل أعد ذلك من باب الحقد والكراهية لوطن الثاني والعشرين من مايو 1990م ومن باب الشعور بالنقص وعدم الاعتزاز بالوطن وضعف الانتماء لأن ذلك الاتجاه لا يخدم الوطن بقدر ما يخدم الحاقدين على الذين يتمنون زواله من خارطة العلاقات الدولية. أشعر بالأسف عندما أجد اقلاماً تتحول إلى خناجر مسمومة تطعن الوطن في خاصرته وتنال من شرف الإرادة الكلية للشعب وتستعذب النكاية ويحلو لأصحابها التندر على الوطن بدلاً من الانصراف إلى تسخير تلك الأقلام من أجل خدمة الوفاق الوطني والخروج من النفاق الذي تعود عليه البعض والبحث عن النافع والمفيد الذي يعزز الوحدة الوطنية ويصون كرامة الإنسان اليمني ويرسي تقاليد حضارية وإنسانية تحسب لمن يجعل من الوطن همه الأول. إن الاسترسال في البحث عن وسائل التغيير التنفير والتحقير لا ينشغل به إلا ضعفاء النفوس الذين يشعرون بالنقص ويحاولون تكميل ما يشعرون به بتفاهة القول وسوء التوجه والنفاق الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ولذلك أرى أن الوسائل المتاحة ينبغي أن تسخر لخدمة الوطن بدلاً من نشر الأحقاد والكراهية الناجمة عن أغراض شخصية جداً لأن المرحلة الوطنية الراهنة تحتاج إلى الكلمة النافعة التي تخدم الوفاق الوطني الذي يعزز وحدة الصف من أجل استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة وفرض سيادة الدستور والقانون على الكافة دون استثناء لأحد مهما كان. إن الالتزام بالقيم الأخلاقية أمر بالغ الأهمية ومن أجل ذلك أدعو كل أصحاب الأقلام الوطنية الشريفة إلى الاسهام في طرح ما يخدم الوطن ويحقق الرضا والقبول ويعزز الوحدة الوطنية ويصون الوفاق والاتفاق وينبذ الشقاق والنفاق ولا يجوز بأي حال من الأحوال مجاراة دعاة الفتن وصناع الأزمات وتجار الحروب على الاطلاق لأن اليمن أعظم من المصالح النفعية مهما كانت ولأن الوحدة الوطنية هي القوة التي نواجه بها كل التحديات بإذن الله.