يبدو أن البعض من الذين سخروا أقلامهم للإساءة إلى الوطن لم يعد همهم الوطن ومصالحه العليا، ولم تعد تحكمه القيم والمبادئ ومكارم الأخلاق، ونجد ذلك البعض من خلال تناولاته نافخاً في الكير ومشعلاً للفتنة ومؤججاً للصخب ومعبراً للشيطان الذي يجد في نفثه للسموم مبتغاه، وأمثال هؤلاء لا يملكون فكراً مستنيراً، وتجدهم في أوساط المجتمع مكروهين وينظر الناس إليهم نظرة ازدراء، ورغم ذلك تجدهم منذ الصباح الباكر يصرون على الحقد والكراهية، وكأن الحياة عندهم العذاب. إن الذين يصرون على بعث أمراض الحقد والكراهية أدوات عدوانية لا تجيد أكثر من ذلك، لأن عقولهم خاوية وقلوبهم مليئة بالعبث الشيطاني، وهذه بضاعتهم تعودوا عليها ولا يملكون غيرها، لأن القيم والمبادئ ومكارم الأخلاق قد غادرتهم، ولكن الغريب في الأمر أن أولئك البعض لديهم قدرة على النفاق والتملق الذي ينخدع به آخرون، ومن يسلكون هذا السلوك لم يعد رضا الله عندهم هو الشغل، وإنما رضا الشيطان والشهرة بالسوء والتمرد على القيم الدينية والوطنية والإنسانية هي غايتهم وكل مبتغاهم. إن نافخي الكير لا يدركون أن أقلامهم التي سخروها لجلد الوطن، وأن الذين يستعذبون نفثهم للسموم أول الكارهين لهم وأول الساخطين على سوء أقوالهم، وأن الشهرة التي يركضون خلفها سراب يخلف دماراً. أعتقد أنه يكفي متاجرة بالوطن، ويكفي تزلفاًَ على حساب المصالح العليا للوطن ومكارم الأخلاق، وينبغي أن يترك المرء ذكراً حسناً في حياته وأن يكون خدمة الأجيال القادمة، فليكف الذين ينفخون الكير وإذا لم يجد غير ذلك فإن سكوتهم حسنة، لأن ما يلهثون خلفه ليس أكثر من سراب، فلا يجعلوا لعنة التاريخ تلاحقهم وتكشف سوءاتهم وعوراتهم، وليدرك الجميع أن مرحلة الحوار الوطني تريد أقلاماً يحملها فكر وطني يبني ولا يهدم، يقرب ولا يفرق، ينصح ولا ينطح، يؤثر ولا يستأثر، لأن الوطن شرف اليمنيين كافة وعنوان الكرامة والعزة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك