لم يكن البحث عن مكامن الجراح مفيداً للوطن على الإطلاق، والذي يسعى إلى ذلك الفعل لا أعتقد أنه يمتلك مشروعاً وطنياً يحقق الخير العام للناس كافة، ولو كان قادراً على تخطي رغباته الشخصية أو رغبات من يدفعونه لنبش القبور لكان محل ثقة الشعب، ولكن للأسف نجد أمثال أولئك الذين يشكون الجراح ليس لهم من هدف غير الانتقام من الوحدة الوطنية والإساءة إلى الشعب. إن الإنسان الوطني الغيور هو من يتحمل من أجل الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وتطوره وازدهاره، ولذلك فإن المرحلة الراهنة لا تحتاج من ينفخون في الكير ويثيرون الفتن ويتاجرون بأرواح البشر ويصرون على إشعال نار الفتنة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال الإصرار على العبث والإساءة إلى الشعب والنيل من السيادة الوطنية من أجل إرضاء ضعفاء النفوس أو النكاية بالآخرين. إن المنطق والعقل يدفعان نحو الخير والصلاح والالتزام بالثوابت الدينية والوطنية والإنسانية، ويكفي فوضى ادعاءات همجية خلفت تسلط الأقوياء على الضعفاء وهمجية القوة على العقلاء، وتطاول السفهاء على الشرفاء والنبلاء، ولم تعد البلاد تقبل بمثل هذا السفه الذي طال مكارم الأخلاق. إن الحكيم العاقل من ينظر في عواقب الأمور ويقدر ما آلت إليه حياة الناس ويعمل على حقن الدماء ولملمة الصفوف وتضميد الجراح، بدلاً من إشعال نيران الفتنة، ولذلك فإن الدفع باتجاه ترميم القيم والأخلاق ومعالجة ما أفسدته الأزمة في صفوف الناس بات أمراً بالغ الأهمية، ولابد من صحوة الضمير لدى أولئك الذين يصرون على الإثارة والغوغاء والهمجية. إن العودة إلى العقل والحكمة والإيمان أمر بالغ الأهمية لمن يريد بناء حياة سليمة خالية من الأحقاد والكراهية، ولذلك نجدد الدعوة للذين سكن عقولهم وقلوبهم الشيطان إلى العودة إلى جادة الصواب، والعمل من أجل إنجاح الحوار الوطني جسر العبور للمستقبل بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك