لم يجد البعض ما يقول غير الزيف والحقد والكراهية، ولم يدرك أن كل تلك الأقاويل والأكاذيب والافتراءات إنما توضح حقيقة السفه الذي يعيشه ذلك البعض، والتيه والبعد عن كتاب الله وسنة رسوله “صلى الله عليه وسلم”، بل إن الإصرار على الزيف قد بلغ مداه لدى من يحاول ذلك البعض مخادعتهم وجرهم إلى فعل الإجرام والإرهاب، وبات الكثيرون من أولئك المغرر بهم يدركون ما يملى عليهم أن تلك الأحقاد والكراهية لا صلة لها بالقيم الدينية والوطنية والإنسانية، وأن كل ذلك نابع من الهوى الشيطاني والمنفعة الشخصية الراغبة في الانتقام لمصالحها الذاتية ومنافعها الخاصة. إن محاولات التأثير على المغرر بهم وسلب حريتهم واغتصاب إرادتهم من أجل المصالح الذاتية والمنافع الخاصة، لا يمكن أن يستمر طويلاً؛ لأن حبل الكذب قصير، وقد بدأ الكثيرون من الذين كانوا ينخدعون بحلاوة ما يطرحه ذلك البعض الذي ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، يُفعّلون عقولهم ويستخدمون أفكارهم ويقارنون بين أقوال ذلك البعض وأفعالهم، وبدأوا يكشفون حقيقة ذلك الزيف والبهتان، الذي انعكس أثره السلبي على مبدأ الولاء الوطني ومتطلباته، وعلى سيادة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته، وبدأ الكثيرون يرون أنهم مجرد أدوات تحقق رغبات ذلك البعض المنتفع، وأنهم بتلك الأفعال أدوات لتنفيذ مخططات أجنبية هدفها الإساءة إلى الدين والوطن والقيم الإنسانية. إن كشف الحقائق وإظهارها للناس كافة بات أمراً ضرورياً، ليدرك المجتمع أن الذين يرتدون أقنعة الزيف والبهتان يخربون البلاد والعباد ويدمرون التنمية ويعطلون المصالح من أجل أهدافهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وإذلال البلاد والعباد وسلب حرية الشعب واغتصاب إرادته ومنعه من حقه في امتلاك السلطة. إن ذلك البعض المتستر خلف الأقنعة والذي يبث الوهم يرى أن الشعب جاهل وأن الحق له في أن يكون وصياً عليه يملي عليه ما يريده ذلك البعض المنتفع لا ما يريد الشعب، ولذلك نجدد ونكرر الدعوة إلى العقلاء والحكماء في اللقاء المشترك الذين يؤمنون بحق الشعب في امتلاك السلطة أن يفوتوا الفرصة على القوى الظلامية داخل تكتل المشترك التي تحتقر الشعب وتسعى للانقلاب على الشرعية الدستورية من أجل مصالحها الذاتية وأن يجعلوا من الحوار السبيل لحل المشكلات بإذن الله.