لم يعد المواطن اليمني جاهلاً بخفايا الأمور, ولم يعد يقبل بمن يحاولون استغلال البلاد والعباد من أجل قضاياهم الشخصية ومنافعهم الذاتية , وبات المواطن يدرك كل ذلك وعلى قدر عالٍ من الوعي المعرفي الذي يحصنه من الانجرار خلف الشعارات التي يرفعها النفعيون والمصلحيون ,وبات إنسان اليمن اليوم يدرك أن مصلحة البلاد والعباد فوق المنافع والذوات , وأن الذين يحاولون التسلق على أكتاف الشباب لايمكن أن يتحقق من خلالهم الأمن والاستقرار والتطور والتحديث ,لأن المتسلقين لايؤمنون بالمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع غيرهم ,ولا يرغبون حتى مجرد التعايش مع الغير ولاينظرون إلا إلى أنفسهم وشللهم ومصالحهم فقط , بل يمكن أن يأتي اليوم الذي يختلفون فيه مع شللهم والأكثر من ذلك يمكن أن يختلفون حتى مع أنفسهم النهمة والجشعة التي تريد السيطرة على كل شيء في الحياة.. إن المشهد السياسي الراهن قد أحدث حالة من الفرز الذي بيّن الصور الحقيقية لأصحاب الأهواء والنزوات ,وأصحاب الرغبات غير المشروعة , والراغبين في الانتقامات الشخصية على حساب الوطن وأمنه واستقراره ووحدته , وأفرزت الأحداث الغث من السمين وبينت بوضوح معادن الرجال وأظهرت الكثير من الحقائق التي كانت غائبة عن أبناء الشعب ,وأصبحت الحقائق أكثر وضوحاً والمواطن البسيط أكثر إدراكاً ,ولم يعد ذلك المواطن المسير بالريموت كنترول رغم محاولات الزيف والكذب والبهتان الذي يمارس ضد الوطن من قبل بعض وسائل الإعلام والفضائيات الخارجية المتحالفة مع الشيطان.. إن أحداث المشهد السياسي الراهن في اليمن قد عرف كل متآمر وكل نفعي وانتهازي وحاقد ومكار ومغرور ومكابر ومناطقي وقروي , وبينت الصورة الحقيقية لكل واحد ممن يصنعون الفتن والأحقاد ويدنسون الحياة السياسية بأفعالهم التي يرفضها الدين والعرف ولايقبلها أصحاب العقول المستنيرة التي تنشد الأمن والاستقرار والعيش الرغيد للناس كافة , فهل يدرك الشباب المغرر بهم الذين مازالوا تحت سيطرة أفكار النفعيين والمصلحيين والحاقدين؟ نأمل ذلك بإذن الله.