إن الفهم المغلوط لمعطيات الأحداث السياسية يقود إلى أفعال إجرامية تؤدي إلى المزيد من ارتكاب الأخطاء غير المحسوبة، كما ان الإصرار على النكاية بالشعب والانتقام من بسطاء الناس أمر بالغ الخطورة لا يمكن التوقع بنتائجه وشدة وقعها واثرها المستقبلي على الحياة السياسية وهذا هو ما تمارسه أحزاب اللقاء المشترك من أعمال لا تمت بصلة إلى الحياة السياسية بقدر ما تعبر عن الغوغاء والفوضى التي لا رابط لها ولا رادع، وتقود إلى الدماء وانتهاك الحرمات وقتل النفس المحرمة وزعزعة الأمن والاستقرار وتفكيك الوحدة الوطنية وانهاك القوة الاقتصادية للدولة. إن الحسابات النفعية الضيقة باتت اليوم على درجة عالية من الوضوح الذي لا يمكن ان يغفله المواطن العادي، فقد ظهرت القوى المصلحية وقالت بالحرف الواحد: ان قضيتها ليست وطناً ولا أمناً واستقراراً ولا وحدة وطنية ولا مشاركة سياسية وإنما مصالح نفعية في أضيق الحدود وأقلها منفعة للشعب واصبحت القوى النفعية المصلحية بارزة وواضحة للعيان ولم يعد البعد السياسي قادراً على التستر على هذا الاتجاه والدليل على ذلك ان ما كان يُعرف بالشباب في ساحات الاعتصام لم يعد لهم بقاء أو وجود وأدرك الكثيرون منهم ان قضيتهم الحقوقية قد سلبت وان مجرد بقائهم في تلك الأماكن ما هو إلا خدمة لأصحاب المنافع والمصالح وتجار الحروب وكل المنتفعين من ذلك الوضع، وقال الشباب: لا يمكن ان يجعلوا من أنفسهم مطية يصل عبرها النفعيون والانتهازيون الذين لم يفكروا يوماً في الشباب أو أمن واستقرار ووحدة البلاد بقدر تفكيرهم المطلق في مصالحهم الشخصية الضيقة. إن الأحداث السياسية على الساحة الوطنية قد برهنت بما لا يدع مجالاً للشك ان النفعيين والانتهازيين الذين فقدوا مصالحهم الخاصة هم الذين يغذون الفتن ويصبون الزيت على النار ويصرون على سفك الدماء لأن الشيطان الرجيم صور لهم ان مصالحهم لا يمكن ان تتحقق إلا من خلال أعمال الإجرام والدفع بالأبرياء إلى الهاوية ولذلك فإن على الذين أدركوا هذه الحقيقة ان يدركوا المغرر بهم من الشباب ليردوهم إلى جادة الصواب ويغلبوا مصالح الشعب العليا على مصالح من يدفعونهم إلى الهاوية وان يكون الوطن وأمنه واستقراره ووحدته أولاً بإذن الله.