التركيز على البعد الاستراتيجي لاختيار شكل الدولة يعطي قدراً من التميز والقدرة على الإبداع، وينمي البعد الثقافي القومي، ويعمق مفهوم الولاء الوطني بين سكان الدولة، ويجعل سكان الدولة أكثر قدرة على الحركة والنمو الذي يعزز قدرات الدولة وإمكاناتها, الأمر الذي يجعل المكونات الجغرافية الطبيعية والبشرية في خدمة بناء الدولة ويمكنها من بناء قوتها المادية والمعنوية ويحفزها على رسم الخطط الاستراتيجية القادرة على تلبية متطلبات القوة والثبات في وجه التحديات الداخلية والخارجية التي يتوقع محاولتها إعاقة المشروع النهضوي التنموي الشامل, وبالإضافة إلى كل ذلك وغيره فإن شكل الدولة هو البداية العملية التي على ضوئه يستطيع الفكر الاستراتيجي التنبؤ بمواطن القوة والضعف وبؤر الصراع في العالم ليضع البدائل المناسبة لصناع القرار بما يحقق المصالح العامة لتقوية مركز الدولة. إن من المؤسف أن تجد البعض إما من النفعيين الانتهازيين أو أصحاب المشاريع الصغيرة أو منفذي الأجندة العدوانية على وحدة الأرض والدولة والإنسان في اليمن, وإما من المغفلين الذين تقودهم العاطفة وتسيرهم النماذج النفعية ممن يحاول إغفال الحديث والنقاش حول موضوع شكل الدولة ويطرح أن التغيير أياً كان هو المطلب الوحيد, ويرى نماذج النفعيين أن هذا الأسلوب سيمنع الشعب من معرفة الحقيقة التمزيقية التي يخفيها النفعيون, أما المغفلون فإنهم مسيرون وليسوا مخيّرين، لا يدركون الأهداف العدوانية التي يخفيها أصحاب المشاريع العدوانية؛ لأنهم سلموا عقولهم لغيرهم، وقد تبين خلال الأزمة السياسية جور الانتهازيين على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته, ولذلك فإن التركيز على تبصير الشعب بحجم المسؤولية المستقبلية وأهمية بناء الدولة والحفاظ على وحدتها وقوتها ومكانتها واجب مقدس. إن الاستمرار في محاولة التضليل على البسطاء من الناس لم يعد اليوم مجدياً؛ لأن الشعب اليوم على قدر عال من الوعي المعرفي، ويدرك الأبعاد المختلفة لأي طرح، وبكل تأكيد فإن الشعب سوف لن يختار إلا يعزز الوحدة الوطنية ويقوي بناء الدولة ويمكنها من أخذ مكانها الطبيعي في العلاقات الدولية, ويمكنها من نشر السلام والأمن والاستقرار في كل أجزاء الوطن وتحقيق التنمية الشاملة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=456253694413711&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater