أظهرت الأحداث حالة الحقد الشخصي والحرص على المنافع الخاصة، لم نجد من ينخرط في الفوضى العارمة غير أصحاب المصالح الذين أعلنوا بأنهم يسعون لتحقيق مصالحهم النفعية الخاصة بهم، وأن من يقودونهم في الساحة لاوزن لهم في نظر الانتهازيين والنفعيين ، وأن مهمتهم ستنتهي بمجرد الوصول إلى السلطة ، وأن الهدف من الوصول إلى السلطة هو تحقيق الرغبة في الثراء الذي لاحدود له على حساب البسطاء من أبناء الشعب . إن الملايين من جماهير الشعب قد أدركت أهمية الشرعية الدستورية ، لأنها تمنع الاستغلال وتمكن الشعب كله من العيش السليم ، أما الفوضى العارمة التي تقودها أحزاب اللقاء المشترك فإنها ضد الشعب وإرادته ووحدته وهي خاصة بتجار الحروب الذين يرغبون في استعباد البشر وتسخيرهم لمنافعهم الذاتية ، ذلك ماعرف عبر مراحل التاريخ السياسي في المشاهد السياسية القديمة والحديثة ، وبقي القول بأهمية الوفاق الوطني الذي ينبغي أن يحقق التوازن ولا يترك الحبل على الغارب. إن الحرص على وحدة الشعب وأمنه واستقراره هي التي قادت الشرفاء والنبلاء للاتجاه نحو الوفاق الوطني ، ولم يكن ذلك إلا من أجل سمو الأخلاق وعلو المبادىء ، ولم يكن ذلك إلا من أجل الوفاء للشعب ليدرك الحقيقة ويكتشف جوهر الحقيقة بنفسه، ونحن على يقين بأن الشعب الذي ارتضى الديمقراطية والشوروية سيكون عند حسن الظن في الحفاظ على مصالحه ووحدته وأمنه واستقراره وسوف يفوت الفرصة على تجار الحروب ويصنع الحدث التاريخي بعزة وشموخ كما هو حاله في كل الأحداث. إن جوهر المشهد السياسي الراهن يؤكد تفويت الفرصة على تجار الحروب وصنّاع الأزمات الذين لا يرون لهم وجوداً إلا في مستنقع الدماء والأشلاء لأنهم ألفوا حياة العنف والإرهاب ، وأرادوها دماء فأرادها الشعب سلاماً ووفاقاً لإطفاء نار الفتنة بإذن الله.