الذين يعيشون في الوهم والمقلدون لما يحدث في الخارج والمستغلون لبسطاء الناس والمتاجرون بأرواح ودماء الناس هم في واقع الأمر سبب كدر اليمنيين وتعكير صفو حياتهم، لأن هؤلاء جميعاً فاشلون في حياتهم السياسية ويدركون تمام الإدراك أن الشعب لا يمكن أن يقبل بهم في المستقبل، لأن سوء النية قد سبق القول وجاء العمل مؤيداً لسوء النية ففضح الأمر وأصبح المواطن يدرك من الذي همه الوطن بكل مكوناته ومن الذي همه مصالحه الخاصة ويضحي بالمصالح العليا للبلاد والعباد في سبيل تحقيق رغباته العدوانية التي تسوم الناس سوء العذاب. إن المشاهد الحية التي يراها المواطن يومياً قدمت صورة جلية عن النفعية والأنانية وسوء النية وعدم الشعور بأدنى قدر من المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى والناس أجمعين، وأظهرت حالة الخطر الماحق الذي كنا نحذر منه مع بداية ظهور الأزمة السياسية، ولذلك ينبغي على العقلاء والحكماء أن يعوا أن ترك الحبل على الغارب أمر خطر على مستقبل اليمن وأمنها واستقرارها ووحدتها، لأن المشهد السياسي اليومي يقدم لنا براهين لاتقبل الجدل مفادها أن النفعيين والمسيرين يعيثون في الأرض فساداً، وأن الواجب الديني والوطني والإنساني يحتم على عقلاء وحكماء اليمن أن يقفوا وقفة جادة أمام تلك المشاهد التي تنذر بالخطر الماحق. إن معرفة حقيقة النفعيين والانتهازيين لاتحتاج إلى عناء مطلقاً، لأن أفعالهم وأقوالهم اليوم أعظم برهان على سوء النوايا وخطر خلفياتهم على مستقبل الحياة السياسية الموحدة، لأنهم لايرون الوطن إلا في مصالحهم الخاصة، فهم عبيد المال وسدنة الجاه وبائعي الضمائر أينما وجدوا منافعهم الخاصة يمموا خلفها ،فالوطن المال والدولة الجاه والسلطان على حساب الدستور والقانون، وهم أعداء الدستور والقانون، لأنهم يدركون بأن الدستور والقانون يحقق الصالح العام للناس كافة، وهم لايريدون سوى مصالحهم الخاصة فقط. إن على الشعب أن يكون أكثر إدراكاً ووعياً ويشكل تلاحماً شعبياً مع أبناء القوات المسلحة في سبيل حماية سيادة الدستور والقانون، ومنع العابثين، وأن يكون الشعب متيقظاً للشعارات الجوفاء التي يستخدمها البعض بغرض المخادعة لتحقيق المصالح النفعية، وأن التجربة قد جعلت الجميع يدركون أين تكمن مصلحة البلاد والعباد، وأن يعمل الجميع من أجل الصالح العام بإذن الله.