يفترض أن تُسخر الأقلام لخدمة الوطن وتعزيز الوفاق الوطني والانطلاق باتجاه الحوار الشامل غير أن الملاحظ من بعض الكتابات في وسائل الإعلام أنها تحمل طابع الحقد والكراهية والرغبة المطلقة في الانتقامات الشخصية أو الفئوية أو المناطقية أو الفردية أو الحزبية وأصبح البعض مجرد أداة للتدمير والتخريب،ولم يعد بعض الناشرين لسموم الكراهية والأحقاد همهم الصالح العام كما كان يعتقد البعض فيهم أو كانوا يزعمون. إن من يقوم بنفث السموم وزرع الأحقاد لا يمكن أن يكون أميناً على مستقبل البلاد والعباد كما أن الذين تربوا على الحقد والكراهية لا يمكن أن يكونوا أمناء على المستقبل، لقد لمست من أطروحات المأزومين انحرافاً خطيراً عن خط الوطن ونزعة عدوانية شديدة الخطر وظننت أنني الوحيد الذي ألمس ذلك ولكن أثناء الحوار مع العقلاء في التيارات السياسية التي ينتمي إليها ناشرو السموم والأحقاد المجبولون على التأزيم والنكد وجدت أن أولئك العقلاء والحكماء يشعرون بنفس الشعور ويدركون نفس الإدراك وأنهم غير راضين على ذلك السفه الخطير الذي تجاوز الدين والوطن والإنسانية ووصل إلى الهوى الشيطاني المدمر. إن من ينشرون السموم والأحقاد عبر وسائل الإعلام لم يكتفوا بذلك الفعل المشين والفاضح، بل سعى من هم على شاكلتهم إلى صياغة مشاريع انقلابية عدوانية الهدف منها إشعال الفتن التي دفنها الزمن مستخدمين أساليب مكر وخداع لا يدركها البسطاء من الناس وقد اطلعت على بعض تلك المشاريع المأزومة والمقدمة باسم العدالة ووجدت أن الذين صاغوا ذلك المشروع التدميري ليسوا أكثر من نباشي قبور لا تتوفر في توجهاتهم نوايا الأمن والاستقرار، بل يريدون من خلال ذلك المشروع التدميري إشعال النيران لإحراق البلاد، وقد وضعوا في ذلك المشروع الذي يريدون تمريره اتجاهات الانقلاب على الوفاق الوطني وتجاوز الدستور والقانون، بل أن الأكثر من ذلك تجاوز الإسلام عقيدة وشريعة وأباحوا لأنفسهم الشر والعدوان ولذلك فإن الحذر ينبغي أن يكون مستمراً من الذين يجيدون التسلل بمشاريع محددة وليس في نيتهم أمن وسلامة ووحدة المجتمع بقدر ما يريدون تحقيق أغراضهم الخاصة من أجل تحقيق رغبة الانتقام من الوطن والمواطن، وعلى العقلاء أن يدركوا أن البعض الذين يجيدون الكلام المعسول يخفون مالا يظهرون ولذلك ينبغي القراءة المتأنية خدمة للدين والوطن بإذن الله.