يبدو أن البعض عندما يجد فرصة للكتابه لايتمثل الوطن بكل مكوناته الطبيعية والبشرية وعواملها المختلفة، بل ينطلق من زاوية واحدة ينحاز لتلك الزاوية انحيازاً كلياً ولايرى الوطن من وجهة نظره إلا من تلك الزاوية، وبالتالي يملي على نفسه أوهاماً وخيالات من تلك الزاوية الضيقة أو الشرفة البسيطة التي لاتمكنه من رؤية الوطن اليمني الكبير، والأكثر من ذلك أن ذلك البعض يعتقد أنه يقدم خدمة للشعب دون أن يدرك أنه يخلق العداوات ويتجاوز الحدود ويتحدى الإراة الشعبية التي صنعت الوفاق الوطني ويساهم في نشر ثقافة الكراهية ويزرع الأحقاد ويتجاهل الوفاق الوطني الذي ارتضاه اليمنيون ومضوا بخطوات جادة نحو المستقبل. إن المسئولية أمانة والكلمة مسئولية وهي أمانة في أعناق أصحابها، ولذلك ينبغي أن لايقال أو يكتب إلا ما يعزز الوفاق وليس مايثير الفتن ويولد البغضاء، والمرحلة الراهنة ليست مرحلة التباهي والتمجيد والنفاق والتغني بالأوهام والتشفي بالوطن وإنما هي مرحلة المسئولية والأمانة التي جاءت نتيجة للحكمة اليمانية التي اتصف بها اليمنيون عبر التاريخ والتي خلقت الوفاق الوطني الذي ينبغي في ظله أن تزول الإدعاءات المسيئة للوفاق الوطني والمتحدية للإرادة الشعبية التي حافظت على الوئام والشرعية الدستورية وثبتّت حق الشعب في امتلاك السلطة من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة التي قطعت الطريق على من يريدون ابتزاز الوطن ومقدراته تحت مسميات لاتمت بصلة إلى الإرادة الكلية للشعب. لقد ارتضى اليمنيون كافة الوفاق الوطني وخطوا خطوات عملية جسدت الإرادة الكلية للشعب، ومادام الوفاق الوطني هو اختيار الوطن بكل مكوناته فلماذا لانكف عن المزايدات والإدعاءات والاستهداف الذي يخلق الحقد والكراهية؟ إن أمانة المسئولية تحتم علينا قول الحقيقة أن البعض الذين يمتلكون نزعة عدوانية سخروا أقلامهم لهدم الوطن، ولذلك أكرر الدعوة بأننا في ظل الوفاق الوطني ينبغي أن نتحمل مسئولية الكلمة في أن تسهم في البناء ولايجوز أن يظهر فينا من يريد الهدم وبات تعزيز الوفاق الوطني فرض عين، فهل يدرك المزايدون والمكايدون وزرّاع الفتن هذه المسئولية ليكون لهم شرف الإسهام في البناء والإعمار؟ نأمل إدراك ذلك لأن الكلمة أمانة ومسئولية ينبغي أن تسخر لخدمة الدين والوطن والإنسانية بإذن الله.