من المؤسف أن نجد إصرار البعض على الزوبعة والفتنة والتغني بأحداثها كذباً وزوراً وبهتاناً وجوراً وعدواناً لمجرد سماعه لخبر خال من الصدق, وعندما اتضحت حقيقة الفعل المجرم وعلم الذي أثار الزوبعة والترويج أن القاتل من أحد مكوناته العدوانية، وهو من ارتكب الفعل المجرم شرعاً وقانوناً وعرفاً, وإلى قبل ثوان من كشف الحقيقة وهذا الحدث مهول في وسائل وأبواق المؤجج للفتنة, وبعد التشفي والإثارة للفتنة وإذكاء نارها تحولت القضية إلى حادث عرضي لاعلاقة له بالقضايا الفوضوية, دون حياء من الله أو خجل من أحد. إن الانهيار الأخلاقي الذي تمارسه بعض القوى السياسية غير مسبوق, وإذا كان لهم من سبق يمكن أن يتقدموا به على غيرهم من القوى السياسية فهو الاحتفاء بالفتنة وإثارتها, وهذا حق يمكن أن يكون حصرياً على بعض القوى السياسية التي أثبتت فشلها في كل شيء فيما عدا إذكاء نار الفتنة والفرح بالتشفي ومحاربة مكارم الأخلاق والتفاخر بأن الغاية تبرر الوسيلة والتفوق على الشيطان الرجيم في تزييف الحقائق ورسم المكايد وعدم الالتزام بالعهود والمواثيق وفتح أبواب جهنم على الناس أجمعين. إن الأزمة السياسية الطاحنة التي جثمت على البلاد والعباد منذ بداية 2011م ومازال آثار غبارها العدواني, قد أفسحت المجال أمام الانتهازية والغوغائية, ومنعت تدخل الأخلاق والقيم الاجتماعية وشرعنت للشر بكل أشكاله وسنت سنناً تدميرية لايعرف خطورتها المستقبلية على البلاد والعباد إلا الحكماء والعقلاء من أبناء الشعب, أما الذين سنوا تلك السنن الشيطانية فإنهم اليوم يعيشون تحت مظلة الغاية تبرر الوسيلة, ومازالت مخططات العدوان على القيم والمبادئ التي تفوقت على الشيطان الرجيم تفوح من أفواههم, ومازالوا في سكرتهم, ولم يدركوا بعد أن سمومهم ستكون ضدهم, وأنهم سيتجرعون كؤوسها بفضل جنونهم وجشعهم الذي لاحدود له. إن المجتمع اليوم أمام مشاهد في غاية الخطورة, ولذلك فإن على الحكماء والعقلاء أن يدركوا أن كل تلك الممارسات غير الأخلاقية كارثية تهدد المجتمع بالخطر الماحق, وعليهم أن يعملوا من أجل مراجعة الأقوال والأفعال ليجنبوا البلاد والعباد عواقب ذلك العبث الشيطاني, ولكي تعود حالة الوئام وسيادة مكارم الأخلاق وتتجلى ينابيع التسامح والتراحم ويعود الجميع إلى يمن الإيمان والحكمة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك