لا يقدّر أحد حجم الخطر الذي قد يلحق بالبلاد والعباد عندما يترك الناس الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يقدّر أحد حجم الخطر الذي سيلحق بالأمة عندما يكون الاحتكام إلى الشارع الذي لاعقل له ولا مرجعية تفكر بعين العقل والحكمة، ولم يقدر البعض من الذين يحاولون البحث عن البطولات الوهمية، والأدوار الخيالية حجم الكارثة التي يجرها على البلاد والعباد ، ولو فكر هؤلاء جميعاً بعقل وحكمة وإيمان لوجدوا أن كل مايفعلونه من أجل أهوائهم الشخصية ومصالحهم الفردية ونزعاتهم السادية لايتفق مع القيم والأخلاق التي تربى عليها اليمنيون الذين كان لهم شرف البناء والتعمير في الأرض والاستخلاف، وأن مايحدث من التصرفات العدوانية على الإرادة الشعبية ومحاولة فرض عصبيتهم المقيتة على السواد الأعظم من الشعب لايتفق مع القيم والأخلاق والثوابت الدينية والإنسانية والسنن الإلهية التي يؤمن بها الكافة. إن محاولة استغلال الاستقواء بالوسائل الشيطانية من أجل الوصول إلى السلطة بعيداً عن الشرعية الدستورية أمر بالغ الخطورة على الكافة ، ودليل أكيد على حالة الجموح الزائد عن حده في الوصول إلى السلطة، الذي يعطي مؤشراً لدى الكافة أن من يسعون لفرض سيطرتهم على السواد الأعظم من الشعب الذي حجب عنهم الثقة نظراً لاكتشافه نواياهم المبيتة ضد وحدته وأمنه واستقراره من خلال سعيهم الحثيث لجر البلاد والعباد إلى الفتن والتحالف مع الشيطان من أجل تحقيق رغباتهم الشيطانية التي تتعارض مع مصالح البلاد والعباد ولا تخدم إلا فئة معينة، إنما يرغبون في التسلط على رقاب الناس كافة ، وهذا التسلط الذي يسعى إليه البعض لم يعد مقبولاً مطلقاً لأن الناس باتوا على قدر من الوعي المعرفي الذي يقودهم إلى الصواب الذي ينبغي إتباعه والخطر الذي ينبغي اجتنابه. إن الذين تجرّدوا من قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم وسعوا في الأرض فساداً لايمكن أن يقبل بهم الشعب ، لأن الشعب لايمكن أن يمنح ثقته لمن يرغب في استعباده وجعله مسخراً لأهوائه ونزواته الشيطانية التي يرفضها العاقل والجاهل على حد سواء ، ولذلك نقول: لابد للعقلاء والحكماء من سرعة العودة إلى الحق والعقل والمنطق والاحتكام إلى الله فيما اختلف عليه الناس ، ولا يجوز الإصرار على الهوى الشيطاني الذي يزيد الفرقة والشتات ،وأن يدرك أولئك أن السحابة السوداء المظلمة التي يريدون استغلالها لتحقيق أغراضهم الشخصية ستزول بإذن الله وتنقشع الغمة عن الأمة وتظهر الحقيقة ، وبناء عليه ندعو أولئك العقلاء إلى الحكمة درءاً للفتنة بإذن الله.