يحلو للبعض أن يظل معانداً لايقبل الآخر على الاطلاق, لا لشيء إلا لكبر في قلبه أو نزعة في نفسه لاتتفق مع النفس البشرية السوية التي خلقها الله سبحانه وتعالى على الفطرة المؤمنة الصادقة, ولأن أولئك الذين يسلكون طريق العناد والكبر الجاهلي لايؤمنون بالوطن ولم تعد تهمهم مصالحه العليا ولا أمنه أو استقراره فإنهم يسلكون طرقاً لاتُرضي الله تعالى ولايقبل بها ضمير حي بقدر سعيهم الحثيث خلف المادة التي أصبحت في فكرهم الشيطاني معبودهم الذي لايؤمنون بدونه ولايقدسون سواه, وفي سبيل الوصول إلى هذه الغاية الشيطانية يسلكون طرقاً شتى ويستخدمون وسائل لايمكن أن تخطر على بال عاقل, ويصبح في فكر هؤلاء المارقين أي عمل يوصلهم إلى غايتهم مشروعاً،لأنهم لا يؤمنون بقيم أو مثل ولا يقف في وجه همجيتهم إلا الدستور والقانون والسلطة القادرة على ملاحقة عناصر الشر في كل مكان من أجل الحفاظ على حق الآخرين في الحياة الآمنة والكريمة وهي المهة الأساسية للدولة في مختلف العصور. إن الدولة القادرة على حماية الأمن والسلم الاجتماعي هي الجديرة بالبقاء والديمومة باعتبارها تحقق الصالح العام وتمنع الاعتداء والقتل وتضرب بيد من حديد أصحاب النزعات العدوانية والشيطانية وتحافظ على وحدة الدولة، وتؤمن المساكن والطرقات وتوفر الخدمات العامة وتصد العدوان الخارجي والداخلي أياً كان، لأن هدفها هو حماية كيانها وصون الإرادة الكلية لشعبها ووضع حدٍ صارم لكل من يحاول التأثير سلبياً على أمنها واستقرارها أو يلحق الأذى بمواطنيها أو يعتدي على مصالحهم أو حرياتهم وهذا هو الواجب المقدس الذي ينبغي على الدولة القيام به وعلى المواطن ان يكون يد الدولة في التصدي لأصحاب النفوس المريضة والأهواء الشيطانية والعدوانية، على اعتبار أن الدولة كما عرفها المؤرخون وأساتذة القانون مجموعة الأفراد (الشعب) الذين يعيشون على رقعة جغرافية واحدة تجمعهم أهداف مشتركة ومصير واحد ومصلحة واحدة وهم أي الشعب أحد أبرز مكونات أو اركان الدولة. ولئن كانت الفئات العدوانية والشيطانية قد اختارت لنفسها المضي في طريق الشيطان فإنها تعد جماعة باغية خارجة عن إرادة الشعب وينبغي على الدولة استخدام حقها في ملاحقة عناصرها حتى يتم اعادتهم إلى جادة الصواب أو القضاء عليها حماية لوحدة الشعب وصوناً لسيادة الدولة ومنعاً للفتنة .. فهل تدرك العناصر التخريبية انها تسير في خط الشيطان وهل حان الوقت للعودة إلى جادة الصواب ؟ نأمل أن يدرك كل الذين غرر بهم ان الوطن أعظم من تآمرات وكيد الحاقدين وأن الوطن يتسع للجميع بإذن الله.