البعض من الذين تمكنت منهم الغاوية الشيطانية يصر على تدمير البلاد والعباد كلية ثُم يصل إلى السلطة ، وهذا التفكير العدواني أشد خطراً على البلاد وأعظم فتكاً بالعباد ، ويثير الرعب ويدفع الناس إلى رفض المصرين عليه بكل ما لديهم من قوة وصبر دفاعاً عن أعراضهم وشرفهم وحياتهم وبقائهم ، لأنهم يرون في مثل هذا العدوان انتهاكاً صارخاً للدستور والقانون وخروجاً على الإسلام عقيدة وشريعة وإصراراً بشعاً على اقتلاع الدولة اليمنية ومحو آثارها من الوجود، وهو عمل دون شك لا يقبل به عقل ولا تقره أعراف ولا تقاليد ويمثل الغوغائية التي حذر منها المفكرون السياسيون منذ فجر التاريخ القديم واسهبوا في وصف آثارها الكارثية. إن الاصرار على التدمير ومعادات الشعب عمل إجرامي يجعل الكافة من أبناء الشعب يضحون بالغالي والنفيس في سبيل التصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية ومن أجل الحفاظ على بقائهم وأمنهم واستقرارهم ووحدتهم وهويتهم الوطنية وعقيدتهم الإسلامية وانتمائهم إلى الأمة العربية والإسلامية ، ويجعل العقلاء والحكماء ينظرون إلى أصحاب المنافع الخاصة نظرة الريبة التي تتحول إلى اليقين . بأنهم دمويون لا يهمهم الصالح العام لا من قريب ولا من بعيد بقدر مايهمهم الانتقام لمصالحهم الخاصة جداً ، الأمر الذي يقود إلى دفع الغالي والنفيس في سبيل التصدي للفوضى والفتنة حماية لأمن الأمة وحفظ مكانتها وكيانها وبقاء سيادتها ووحدتها ودرءاً للفتنة. إن الإصرار على التدمير والتمزيق دليل على النظرة العدوانية والنفسية الجشعة التي استحوذ عليها الشيطان الرجيم وحول صاحبها إلى مجرد دمية في يد الشيطان يحركها كما يريد ، ولذلك فإن المطلوب اليوم العودة إلى جادة الصواب ومراجعة الأفكار بجدية بدلاً من الإصرار على الكبر الشيطاني والانتقام الفاجر والخبث الفاحش والرجس الجهنمي، لأن العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دليل على العقل المؤمن بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالقرآن الكريم دستوراً، والإخلاص لقول الحق والصدق من أجل الحياة الآمنة والمستقرة والخروج من نفق التآمر الذي لايلد إلا تآمراً والدماء التي لاتلد إلا دماءً والحقد الذي لايلد إلا حقداً وبغضاً ، فهل آن الوقت للعودة إلى الصواب ؟ نأمل ذلك بإذن الله ...