يبدو أن البعض قد غلبت عليه شقوته، وتمكن من قلبه الحقد والكراهية، وبات همه الانتقام بأية وسيلة، ويظهر ذلك من التنظير الذي يسوقه البعض وهو قابع خلف الحدود ليغرر به البسطاء من الناس، ويصور للآخرين الذين لا يعرفون حقيقة الأزمة السياسية في اليمن بأنه يصنع المعجزات الخرافية، دون أدنى احترام للإرادة الكلية للشعب التي تنشد الخير والسلام والتداول السلمي للسلطة في بلد انتهج الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وصنع تجربة احترمها العالم. إن ذلك البعض لديه مشاكل شخصية وإعاقة ذهنية جعلته يتصور بأن البلاد والعباد كافة هم سبب أزمته الشخصية ومشاكله الخاصة، ولذلك نجده يحرّض على العنف والفوضى والتخريب من أجل أهدافه الانتقامية، ولا علاقة للمصالح العليا للوطن في تفكيره. وبلغ الأمر بذلك البعض أن يرهن نفسه للشيطان في سبيل تحقيق غايته الرخيصة، ولم تعد تهمّه القيم والدين والولاء لله ثم للوطن؛ لأن عقله لا يعرف غير الانتقام الشخصي، وأصبح أسمى ما لديه الانتقام لنوازعه بالبسطاء والمغفلين فقط. إن الإصرار على الانتقام من الحياة دليل على الحالة المرضية التي يعاني منها ذلك البعض، ولذلك ينبغي على الشباب المستنيرين الوطنيين الذين يجعلون من الوطن ومصالحه العليا همهم الأكبر أن يحذروا من ذلك التنظير وأن يقرأوا الواقع قراءة سليمة، وأن يسألوا عن خلفية من يدفع باتجاه الخراب والدمار، وسيجدون أن خلف ذلك أحقاداً ومشاكل شخصية لا تهم الوطن. إن يمن اليوم في حاجة إلى كل أبنائه الذين جعلوا همّهم الأول والأخير أن يكون اليمن في أمن واستقرار ورخاء ومتمسكاً بوحدته، وليس بحاجة لمن يريد تدمير الوطن وإشعال الفتن من أجل الانتقام الشخصي. وهنا أدعو الشباب إلى اليقظة والحذر من دعاة الفتن وتجار الحروب؛ لأنهم مثلما يريدون الانتقام من الحاضر فإنهم كذلك يخططون للانتقام من المستقبل، وعلى كل الوطنيين الشرفاء العمل من أجل توعية الشباب؛ خدمة للدين والوطن بإذن الله.