إن التفكير في الانتقام والإصرار على زرع الحقد والكراهية من أعمال الشيطان الذي استحوذ على عقليات أصيبت بالوهن والضعف أمام وسواس الشيطان، الأمر الذي يتطلّب من كل ذي عقل وحكمة أن يبذل الجهد في سبيل مساعدة مرضى القلوب والعقول من أجل إعادتهم إلى جادة الصواب ليسكن الإيمان والحكمة قلوبهم وعقولهم، وينتهي تأثير الشيطان الرجيم الذي قادهم إلى الهلاك والدمار. إن الأزمة السياسية الراهنة خلقت تعفناً فكرياً لدى البعض بسبب فعل التعبئة الفكرية المجنونة التي استهدفت عقول وقلوب أصحاب الهوى الشيطاني، والذين يعانون أوهاماً وأمراضاً استفاد منها المخططون للأزمة، وركز على تعبئة قلوبهم وعقولهم بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان. وتحوّل أولئك النفر إلى شر مستطير يحاول إحراق الأخضر واليابس، وتدمير العمران، والقضاء على مظاهر الحياة وأسباب الأمن والاستقرار، ولم يعد قادراً على فهم الحقيقة ولا يؤمن إلا بما أملاه عليه شيطانه من الإنس الذين تفننّوا في تعذيب الناس وإقلاق الحياة والسكينة العامة. إن الإصرار العجيب والغريب من بعض القوى السياسية على إحراق الأخضر واليابس وتدمير الحياة الآمنة المستقرة؛ دليل قاطع على عدم الاكتراث بحياة الناس، وعدم النظرة السوية لدى تلك القوى العدوانية التي تحتقر الإنسان وتسومه سوء العذاب انتقاماً من الإرادة الكلية للشعب التي حجبت الثقة عن أصحاب الأوهام والطموحات غير المشروعة. ولذلك فإن الواجب الديني والوطني والإنساني يحتم على الكافة القيام بواجب التوعية في سبيل التصدّي للصلف والعنت الذي تفرزه القوى الظلامية، وأن يتكاتف الجميع لحماية الشرعية الدستورية بإذن الله.