لم أرَ جهلاً أكثر مما أراه في بعض القوى السياسية التي تمارس الفعل السياسي اليوم, لا لشيء وإنما ركوباً للموجة التي خطط لها العدو للأمة العربية وموّلها, ونفذتها أيادي البعض منهم تشفياً والبعض من ذلك البعض ارتهاناً وتسليماً مطلقاً لما يأتي من خارج حدود البلاد دون أن يدرك أي منهما عواقب تلك الأفعال المجرمة شرعاً وقانوناً وعرفاً, ولم يتّعظ ذلك البعض من عواقب العنت والصلف وجنون وغوغاء الشارع الذي لاعقل له على الإطلاق. إن مبادرة الأخ رئيس الجمهورية التي أعلنها للشعب ولكل القوى السياسية التي تحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتعطي العقل حقه من التبصر والتأمل وتغلّب المصالح الوطنية العليا للبلاد والعباد ,قد أعطت قدراً كبيراً من الإدراك لكل ذي عقل حصيف وقلب سليم ,وجعلت شركاء الأمة وعظماءها ونبلاءها يقفون أمامها باحترام كبير ويقدرونها بشكل عملي, لأنها أسقطت كل الرهانات والمغالطات التي تحجج بعض الطائشين في أحزاب اللقاء المشترك الذين أغرتهم زخارف وبهارج ومطامع الدنيا, ونسوا الله ونسوا كل شيء من حولهم , فزاغت عقولهم هوساً بالسلطة وطمعاً في الجاه والمال, وفارقهم التقوى وغرهم الشيطان كل الغرور, ورأى المغرورون في اللقاء المشترك أن عدم الاستجابة لكل المبادرات الوطنية التي قدمها رئيس الجمهورية فرصتهم لتدمير البلاد والعباد وإشعال نيران القتال من أجل تحقيق هوسهم وجنونهم في الوصول إلى السلطة على جثث الأبرياء الذين غرروا بهم وقادوهم على الهاوية, وأصبح ذلك البعض المصاب بجنون العظمة وغرور الشيطان لايفكر في عواقب فعله ولم يتقِ الله في قول أو فعل بقدر مايبحث عن المد والعون للفعل العدواني الإجرامي لإحراق الأخضر واليابس , ظناً منه أن الشعب لايدرك ذلك الفعل وأنه سيكون في منأى عن محاسبة الشعب ,ولم يدرك أن الشعب لايقبل بفوضى الشارع الذي لا عقل له مطلقاً , وأن صوت العقل والحكمة والإيمان لابد قادم لإنهاء عبث المغرورين والطائشين. إن مبادرة الأخ الرئيس التي أعلنها للشعب وكل القوى السياسية الخيّرة في الساحة قد لبت كل المطالب السياسية والشعبية ولم يعد أمام الكافة سوى الاتجاه إلى مساندتها وتنفيذها عملياً على أرض الواقع دون السماح للغوغاء والفوضى بالتشفّي في أوساط المجتمع ,وأنا على يقين بإذن الله أن الخيرين والعقلاء في أحزاب اللقاء المشترك الذين لديهم استعداد لتحمل المسئولية سيكونون في صف الحكمة من أجل الخروج من هذه الأزمة التي افتعلتها القوى النفعية وكفى عبثاً في الشارع الذي لاعقل له, وتعالوا إلى كلمة سواء تجنب المواطن المآسي بإذن الله.