لم أكن أتوقع أن يصل البعض في اللقاء المشترك إلى درجة الهوس في القول والفعل على حد سواء, لأنني مازلت على يقين تام بأن في المشترك الكثير من العقلاء والحكماء والوطنيين الشرفاء الذين سينكرون على الغاوين تلك الأقوال والأفعال, إيماناً من الجميع بأمانة المسئولية وقدسية التراب الوطني وسلامة المجتمع, ورغم قناعتي هذه التي مازالت قوية ولم تهتز بسبب هوس الغوغاء وغير المجربين والطائشين وأصحاب الطموحات غير المشروعة, إلا أنني أفكر بجدية في هذا الاتجاه, وأتساءل بقوة: متى سنسمع صوت العقل والحكمة والإيمان ممن نعتقد فيهم ذلك؟ لأنني لم أصل بعد إلى درجة الاقتناع بأن الأمور في اللقاء المشترك قد أصبحت بأيدي الطائشين وأصحاب الطموحات غير المشروعة, لأن شوكة الميزان موجودة رمزياً في كل حزب من التكتل منفرداً, وهذه الرمزية المعروفة بالحكمة والإيمان والإخلاص للوطن هي صمام أمان تصد زوابع المرجفين داخل المشترك وتكتشف نوايا العابثين والناقمين على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره الذين جعلوا من اللقاء المشترك مطية للوصول إلى الفوضى العارمة لإحراق الأخضر واليابس في البلاد. نعم, هناك عناصر تخطط وتنظّر للتدمير الشامل في البلاد وجاءت الأحداث في تونس والجزائر ومصر وجعلت منها نموذجاً تدعو للاحتفاء بها أملاً في إثارة الناس البسطاء لتنفيذ مخططها العدواني على الشعب ومقدراته, لأن هذه العناصر المخططة لتدمير الشعب تقول بالحرف الواحد بأن الشعب لايستحق الحياة, وهنا يأتي سر تساؤلي عن سكوت الشرفاء في أحزاب اللقاء المشترك على هذا التآمر رغم وضوحه وبروز عناصره وظهور منظّريه الذين أجادوا استخدام اللقاء المشترك في التخريب والتحريض وإشعال الفتن في كل مكان من حوثية إلى حراك إلى قاعدة إلى تثوير الشارع وإثارة الأحقاد والكراهية, نقول على العقلاء أن ينفضوا غبار الانكسار الذي لحق بهم جراء تدليس المتآمرين على الوطن وأن يوقفوا هذا العبث الشيطاني الخطير وأن يتحملوا المسئولية الوطنية بشجاعة لأن الوطن أبقى من الأشخاص وأعظم من الأحقاد, وهو مابدأت مؤشراته تظهر بإذن الله.