بات أبطال قواتنا المسلحة والأمن المرابطون في مواقع البطولة والتضحية والفداء هناك في المحور الشمالي الغربي بمحافظة صعدة قاب قوسين أو أدنى من الانقضاض على ما تبقى من فلول التمرد والإرهاب الحوثي بعد أن لقنوهم دروساً موجعة في القتال وألحقوا بهم هزائم مخزية في عدد من الجبهات كبدتهم خسائر باهضة في الأرواح ما بين قتلى وجرحى وأسرى بعد أن تم دك تحصيناتهم والسيطرة عليها وتطهير العديد من المناطق التي كانوا يتمترسون فيها ويمارسون فيها أبشع أنواع التنكيل والتدمير وهو ما يشير إلى قرب ساعات الحسم العسكري للقضاء التام على أذيال هذه الشرذمة المتطرفة التي روعت المواطنين وزعزعت الأمن والاستقرار في محافظة صعدة وعطلت مسيرة البناء والتنمية في هذه المحافظة البطلة في محاولة يائسة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء والعودة باليمن إلى النظام الإمامي البائد الذي أدخل اليمن في بوتقة مظلمة من الفقر والجهل والمرض والتسلط والعزلة وجعل منها إرثاً يتقاسم خيراته الإمام وأسرته وحاشيته وزبانيته، ولكن إرادة الله وبطولات وتضحيات »مؤسسة الوطن الكبرى« أبناء قواتنا المسلحة والأمن ومعهم كل الشرفاء من أبناء محافظة صعدة خاصة واليمن عامة أبطلوا مفعول فتنتهم وتمردهم، ووقفوا لهم بالمرصاد مجسدين صوراً بطولية للذود عن النظام الجمهوري ووحدة الوطن وتماسكه واستقراره، موجهين بذلك رسالة شديدة اللهجة لإولئك المرجفين وضعاف النفوس والمأجورين من أصحاب الضمائر الميتة والأقلام المأجورة والأفكار المأزومة بأن الوطن ووحدته ومكتسباته سيظل عصياً على مخططاتهم التآمرية وحركاتهم التمردية الإجرامية باعتبار أن المساس بها خط أحمر لا يمكن لأي شخص مهما كان نسبه أو مكانته أو قبيلته الاقتراب منها ومحاولة التعدي عليها. وهنا أجد نفسي حائراً أمام الموقف المخزي الذي ظهرت به بعض قيادات اللقاء المشترك التي ساقت المبررات والادعاءات لقوى التمرد والإرهاب في صعدة للقيام بأعمالهم الإجرامية والإضرار بالمصلحة العليا للوطن وجندت وسائل إعلامها المختلفة لمناصرتهم والانتصار لجرائمهم بحق الوطن والمواطنين ونقل صورة مغايرة لحقيقة وطبيعة الأحداث التي تشهدها بعض مناطق صعدة للعالم لدرجة بلغت إلى تأييدهم ومباركة الصنائع الإرهابية التي ترتكبها هذه الفئة الضالة التي خرجت على الجماعة وخالفت الاجماع الوطني وحادت عن الحق وضربت بقيم ومبادئ الدين عرض الحائط، فأي منطق هذا الذي يعطي هؤلاء الحق في السعي لدمار اليمن وهلاكه؟! وأية حزبية هذه التي ترضع وتربي أفرادها على الحقد والغل والخيانة والتآمر.. أين الشرفاء والعقلاء والحكماء داخل هذه الأحزاب مما يجري؟! لماذا وضعوا أنفسهم بحالة الوجوم والتخفي إزاء ما يحدث في دائرة الشك والاتهام؟! أين خطباؤهم الذين تجمعوا وتجمهروا وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها لمجرد إيقاف خدمة لرسائل الهاتف أو موقع لصحيفة إلكترونية؟! أيهما أهم ناس موبايل وصحافيات بلاقيود والشورى نت والثوري نت أم اليمن؟! أين هم من قول الرسول الأعظم »صلى الله عليه وسلم«:»حب الوطن من الإيمان«. إنها والله لمفارقة عجيبة.. لماذا هذه الرؤية القاصرة وإلى متى سنظل ننتصر للمناكفات السياسية والحزبية على حساب المصالح العليا للوطن؟! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل من رجل رشيد في تحالف المشترك يقول »للغاوين والحالمين والمراهقين« في تحالفهم: العبوا في الملاعب والاستادات الرياضية المنتشرة في عموم أرجاء الوطن تريضوا و روضوا أجسامكم وعقولكم واتركوا السياسة لأهلها فالوطن أكبر من أن تناله ألاعيبكم المملة ومؤتمراتكم الخبيثة وأطروحاتكم العفنة التي أزكمت أنوف الجميع.