أظهرت الأحداث الأخيرة التي مر بها الوطن العربي أن البعض يتاجر بالدين والأخلاق من أجل تحقيق مكاسب سياسية خاصة بفئة نفعية, وأن هذا البعض عندما يجدّ الجد فإن الدين لديه وسيلة من أجل تحقيق غاية شيطانية, وأن هذا البعض قد أساء إساءة بالغة إلى جوهر الإسلام الحنيف, وأثّر على الإسلام والمسلمين بشكل فاجر وشوّه صورة الإسلام في الشرق والغرب وجلب العداوة والبغضاء ضد المسلمين في كل مكان من الأرض المعمورة. إن الاحتكام إلى غير كتاب الله سبحانه وتعالى دليل على الانحراف الذي ينبغي العمل على تقويته وإرجاعه إلى جادة الصواب, والغريب أن نجد اليوم من يدعو إلى الاحتكام إلى الشارع إلى الفوضى التي سماها المستعمر الجديد الفوضى الخلاقة وهو يدرك تمام الإدراك بأن الشارع لاعقل له, ولكن لأن الهوى الشيطاني قد زين لهذا البعض فعل الإجرام والفوضى فقد ترك كتاب الله خلف ظهره ومال كل الميل إلى تدمير البلاد والعباد, دون أن يكون للدين أثر في قوله وفعله مطلقاً. إن أمثال هؤلاء يحتكمون لما تقوله الولاياتالمتحدةالأمريكية وتسعى لتنفيذه المنظمات الصهيونية وهو الفوضى العارمة, بمعنى أكثر تحديداً: الاحتكام إلى الطاغوت ولم يقرأوا قول الله تعالى: “أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون”. إن الاحتكام إلى غير كتاب الله وسنة رسوله من الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل في الكتب السماوية يجعل من أولئك النفر أصحاب أهواء وأطماع زعموا الإيمان من أجل تحقيق تلك الأهواء الشيطانية وينطبق عليهم قول الخالق جل وعلا في محكم كتابه العزيز: “ألم ترَ إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وماأنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً”. إن الإيمان المطلق بالله رباً وبالقرآن دستوراً وبمحمد رسولاً يتطلب الاحتكام إلى الكتاب والسنة ولايتحقق الإيمان إلا بذلك وقد أقسم رب العزة والجلال بذلك في قوله تعالى: “فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً” صدق الله العظيم, ولم تكن حالة البلاد والعباد التي تمر بها اليمن اليوم ببعيدة عن هذا المنهج الإلهي, فقد سعت فئة إلى الاحتكام إلى طاغوت المستعمر “الفوضى” ونسوا قول الخالق جل وعلا: “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر” صدق الله العظيم. لم يعد أمام المزايدين والمناكفين غير حقيقة أمرهم بعد أن زايد البعض منهم باسم الدين وعندما قال العلماء كلمتهم رأيناهم يراوغون من جديد, ولذلك على الشعب أن يعرف الحقائق كاملة دون محاباة أو مجاملة لأحد, وهذا هو دور العلماء خلال هذه المرحلة بإذن الله.