تنتفي القيم والمبادىء الأخلاقية عندما لا يحكّم الناس كتاب الله وسنة رسوله، وتكون الأفعال والأقوال منافية لقول الخالق جل وعلا(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) سورة النساء (259) وتتحول الحياة إلى الفوضى، على اعتبار أن الداعين إلى الفوضى رفضوا الالتزام بأمر الخالق جل شأنه وحكموا غير الله وبات الطاغوت هو مرجعيتهم يستمدون منه شرعية أفعالهم وأقوالهم التي تتجاوز القيم الإنسانية وتتحدى جوهر الإسلام عقيدة وشريعة، وتعرض المجتمع إلى الزوال وتقضي على كل قيم المحبة والسلام. إن رفض تحكيم شرع الله أمر جلل يلحق الخطر البالغ بالأمة ويزلزل اركان الحياة الآمنة ، ويخلق الرعب ويسود الإجرام والارهاب وكل فعل يرفضه العقل والمنطق وتظهر الأحقاد التي تغذيها قوى الشر والعدوان، يصبح الطاغوت الذي نهى الخالق جل وعلا عن الاحتكام إليه هو المسيطر والآمر والناهي الذي يبيح كل المحرمات ، ويظهر في القوم من يبرر فعل الجريمة زاعماً بأنها افعال مؤقتة دون أن يدرك أن فعل الاجرام والإرهاب محرم في كل حين ، ولم يقل بذلك إلا غاوٍ غلبه شيطانه وأمعن في غوايته ، وقاده إلى مهاوي الردى. إن الاحتكام إلى الطاغوت عمل عدواني منافٍ لقيم الخير والسلام وتحدٍ صارخ للإرادة الإلهية وينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى (الم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ، وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً ، ) سورة النساء الآية 260 ، بل إن التحاكم إلى الطاغوت غواية وتضليل خصوصاً عندما يكون ممن يزعمون أنهم مؤمنون لأن الخالق جل وعلا قال :( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) ، سورة النساء الآية 59 ، والحكم الإلهي في الموقف واضح لأن عدم الاحتكام إلى الله تنتفي معه قضية الإيمان. إن الأحداث الخطيرة التي تشهدها الساحة اليمنية تتوفر فيها رغبة شيطانية رفضت تحكيم كتاب الله وسنة رسوله وجنحت إلى الاحتكام إلى الطاغوت وتركت كتاب الله خلف ظهرها ، وعلى ضوء ذلك ظهرت أفعال الإجرام والإرهاب وظهر من يبرر ذلك بأنه عمل مؤقت ، وهذه كارثة جديدة على المجتمع ولذلك نجدد الدعوة إلى الاعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى والعودة العاجلة غير الآجلة إلى جادة الصواب والالتزام بأوامر الخالق جل شأنه والبعد كل البعد عن النواهي ولا يستقيم أمرنا جميعاً إلا بهذا الاعتصام الإلهي ، فهل آن الأوان للاعتصام بحبل الله ؟ نأمل ذلك بإذن لله .