عندما تحتدم الأمور ويضيق الأفق وتتصارع المصالح والأهواء، وتتلاقى قوى الشر والعدوان، ويجمعها قاسم التخريب والتدمير والفساد والإضرار بالوطن والتحدي لشرع الله وتجاوز القيم الوطنية والدينية والإنسانية، فإن الواجب على الراشدين الصالحين الذين يغلبون المصالح العليا للوطن وينظرون إلى المصالح العامة التي تخدم الوطن والمواطن قبل مصالح أنفسهم ان يكونوا صفاً واحداً لحماية كيان المجتمع لأنهم جزء من أكثرية المجتمع الرافض لعناصر الإجرام والإرهاب والفساد ولا يجوز في مثل هذه الحالات السكوت على الإجرام والإرهاب والفساد الذي تصنعه عناصر الشر والحقد والكراهية التي استباحت المحرمات. إن وقوف المجتمع بكل مكوناته ضد الخراب والدمار أمر تحتمه ضرورة الحياة الإنسانية القائمة على الوئام والسلام الاجتماعي الذي يلتزم حدود الله وثوابت المجتمع ويقدس الإرادة الكلية للمجتمع لأنها مستمدة من إرادة الخالق جل وعلا، ولأن الإرادة الكلية لا يشذ عنها إلا عنصر الشيطان الذي جعل هواه هو معبوده ومقصده ولا يقبل بغيره مرجعاً. لقد برهنت الأحداث الدموية التي شهدتها البلاد على وضوح الصورة وجلاء الشك وبيان السبيل الذي سلكته قوى الشر والعدوان، التي جمعها قاسم الشر والانتقام والتخريب والتدمير، ولم يجمعها قاسم السلام والوئام والمحبة والوحدة، ولم يعد خافياً على أحد ذلك المسلك التدميري، الأمر الذي جعل الشعب كله يلتزم الاعتصام بحبل الله ويرفض تلك العناصر المتحالفة من أجل الدمار والخراب ويتمسك بالشرعية الدستورية التي تمثل الإرادة الكلية التي تستمد قوتها من الإرادة الإلهية من أجل الحفاظ على السلام الاجتماعي والوحدة. ولئن وجدنا بعض من كان المجتمع يظن فيهم خيراً نظراً للمظهر الحسن الذي كانوا يظهرون به قد انخرطوا بطريقة أو بأخرى في نطاق عناصر العدوان والهمجية، فذلك دليل على ان أمثال أولئك كانوا يخادعون الناس ويشترون بذلك المظهر لكي لا يكتشف المجتمع حقيقة أمرهم، إلا أن الأحداث كشفت المستور وعرّت تلك الوجوه وبينت أنها كانت تمارس فساداً لا يرضي الله ولا رسوله، وها هي اليوم تتخبط مع الشيطان وتمكر معه، ولكن رد الله كيدهم في نحورهم وكشف كل واحد منهم على حقيقته، أما الشرفاء فسيظلون مع السلام الاجتماعي والحفاظ على الشرعية الدستورية وحماية الأمن والاستقرار والوحدة بإذن الله.