تظل العقول المتحجرة غارقة في وحل الفتن، ولا تقبل بالصواب, ولا تؤمن بالأمن والأمان، ويظل تجار الحروب وصناع الأزمات وأصحاب الأهواء والنزعات الشيطانية يتمترسون خلف تلك العقليات الجامدة, ولا يفكرون في عواقب ذلك التمترس الهمجي والجاهلي، بل إنهم لا يرون أنفسهم إلا في مستنقع الدماء وآثار الخراب والدمار. إن فعل الإجرام والإرهاب لدى العقول المتحجرة منهج حياة أصحاب تلك العقول خربة فارغة من الإيمان بالله التي سلمت نفسها للشيطان ولا ترى ولا تعقل ولا تسمع إلا كل ما هو دمار وخراب وانتهاك للحرمات وهتك للأعراض وسفك للدماء. ولأن هذه العقليات قد تربّت على منهج الخراب والدمار, ولا تعرف طريقاً آخر للحياة الحرة الكريمة، فإن الواجب على كافة أفراد المجتمع أن يكونوا على قدر عالٍ من الوعي بمخاطر أصحاب العقول الخربة والفارغة من الإيمان بالله. وأن يعتصم الجميع بحبل الله الواحد القهار من أجل الحفاظ على الشرعية الدستورية التي فيها سلامة وأمن واستقرار ووحدة اليمن الأرض والإنسان والدولة اليمنية المعاصرة. إن شرور العقليات المتحجرة قد طالت كل شيء في الحياة، وقد ضاق الناس بتلك الأعمال الإجرامية والإرهابية ذرعاً، وزاد فجورها وجورها على الوطن والمواطن، واستهدفت إنجازات الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوحدة المباركة. لأن القائمين على الفتنة ليس لهم من هدف غير التدمير والتخريب لمكتسبات اليمن التي تحققت منذ عام 1962م وحتى اليوم، وبات الأمر لديهم واضحاً بأنهم لا يريدون إلا يمناً ضعيفاً ممزقاً مخرباً وهم يظلون كالغربان والبوم التي تنعق في الخراب الذي يريدون إحداثه في اليمن. إن تلك الأفعال الإجرامية والإرهابية لا تخدم إلا أعداء الأمة العربية والإسلامية الذين يشنون الحرب ضد الإسلام والمسلمين، وقد وجدوا من يحقق لهم هدفهم في تدمير الأمة العربية والإسلامية، ووضع الحاقدون والناقمون على اليمن أنفسهم أدوات تنفيذية لذلك المخطط العدواني. وهنا ينبغي على الشعب الحذر من هذا المخطط, وأن يحافظ الجميع على الشرعية الدستورية التي تمثّل الإرادة الكلية للشعب بإذن الله.