الحريصون على السلم الاجتماعي، والامينون على مستقبل الأجيال، هم الذين يقدمون المصالح العامة على مصالحهم الخاصة، وهم الذين لا يتاجرون بقضايا الوطن من أجل ذواتهم، وهم الذين يرفضون الفوضى والاحتراب ويلعنون الشر وأعوانه، ويمقتون النفاق والتسلق على أكتاف الأبرياء والضعفاء والمساكين، وهم الذين تصب مواقفهم في خدمة الأمن والاستقرار والوحدة ويحافظون على الشرعية الدستورية ويحترمون مواقفهم ويلتزمون بالثوابت الوطنية ولا يقبلون بالانقلاب على الشرعية الدستورية ويؤمنون بالمبادىء والقيم الدينية والإنسانية. أما الانقلابيون فإنهم من يثير الفتنة ويصب الزيت على النار ويعبث بالوطن ومقدراته ويحارب المعرفة ويتاجر بالدين والقضايا الوطنية ويغرر بالبسطاء من الناس ويستغل حاجاتهم ويزيف الحقائق ويشيع فساد الأخلاق ويشرعن الفتن، ويتحالف من أجل هذا كله مع قوى الشر والعدوان ويعرض الوطن للخطر الخارجي ويستجدي القوى الأجنبية للعدوان على الوطن والمواطن من أجل العمالة والإذلال، لذلك فإن الذين أصبح الشر في رؤوسهم لم يقبلوا بالحوار ودعوا إلى الفوضى والفتنة وتمزيق الوحدة الوطنية ولم يكفهم ما أحدثوه من الخراب والدمار. ان التصلب في المواقف دليل على الارتهان السياسي الخطير، ودليل على حالة الإفلاس الأخلاقي لدى من يمارس التخريب والتدمير للوطن والمواطن، ومن يرفض الحوار عدو للوطن لأنه لا يريد الأمن والاستقرار والوحدة للبلاد ولا يريد ان يرى المواطنين في حالة سلام ووئام اجتماعي وقد خرج عن المنطق والحق ولم يقبل بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. إن من يرفض الحوار ويلجأ إلى تدمير الوطن من أجل أهوائه ونزعته العدوانية والشريرة، لا يمكن ان يقبل به الشعب على الاطلاق ولذلك على العقلاء والشرفاء داخل أحزاب اللقاء المشترك ان يضعوا حداً صارماً لأصحاب النزعات الانتقامية داخل ذلك المشترك وان يلجأوا إلى صوت العقل والحكمة وان يدرك الجميع بأن الوصول إلى السلطة لا يمكن ان يتم إلا عبر الطرق السلمية أما من يصر على الانقلاب على الشرعية الدستورية فلا مكان له في الشعب ولا قبول له بإذن الله.