المؤمنون الصادقون في إيمانهم بالله هم الذين يحتكمون إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التزاماً بقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم والآخر ذلك خير وأحسن تأويلا” صدق الله العظيم. هنا تتضح الصورة للمؤمن الحق الذي يعتصم بحبل الله العظيم ويجعل من التحاكم إليه منهج حياته، لأن التحاكم إلى الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم شرط الإيمان والخروج عليه عصيان لأمر الله. لقد أظهرت الأزمة السياسية الراهنة خطورة البعد عن كتاب الله والخروج عليه والتمرد على القيم والمثل الإنسانية، وقد اتضح ذلك الخروج الفاجر من خلال احتكام بعض القوى السياسية داخل تكتل أحزاب اللقاء المشترك إلى الطاغوت، ورفض الحوار واللجوء إلى التخريب والتدمير الذي ألحق أبلغ الضرر بالبلاد والعباد. إن الاحتكام إلى الطاغوت عصيان بيّن لأوامر الخالق جل شأنه، وليس من صفات المؤمنين, قال تعالى: “إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون، ونحن في الثلث الثاني من شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار نكرر الدعوة إلى العقلاء والحكماء داخل تكتل اللقاء المشترك للعودة إلى الصواب وعدم المكايدة، وتفويت الفرصة على الذين يريدون انهيار الكيان اليمني وإنهاء وجوده خدمةً لأعداء الأمة العربية والإسلامية. إن العودة إلى جادة الصواب ومراجعة الأمور وعدم الإمعان في أذية الشعب والإقدام إلى الحوار من الضرورات الشرعية التي تؤكد قوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى والإذعان لأوامره واجتناب نواهيه، ولذلك فإننا في هذا الشهر الكريم لن نكل ولن نمل من التذكير بأهمية الحوار باعتباره منهج الحياة الآمنة والمستقرة، بل إننا نقول إن الحوار هو الطريق الوحيد من أجل الوصول إلى التداول السلمي للسلطة، ونؤكد كذلك أن الشعب الذي قال كلمته في سبتمبر 2006م سيظل محافظاً على الشرعية الدستورية لأنها تمثل الإرادة الكلية المستمدة من الإراداة الإلهية وسيظل وفياً بعهده وميثاقه بإذن الله.