مازال الشارع اليمني بشبابه ورجاله ونسائه وأطفاله وشيوخه ينتظرون دور العلماء الذين مازال مؤتمرهم منعقداً حتى اللحظة، وقد سمع الشعب والعالم قول رئيس الجمهورية بالحرف الواحد بأن ما سيأتي منكم سنقول له: السمع والطاعة .. ويأتي قول الرئيس في هذا الاتجاه تطبيقاً لقول الله سبحانه وتعالى: “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر”, صدق الله العظيم .. وهذا هو التحكيم الكامل لكتاب الله وهو القرآن الكريم .. والعلماء هم ورثة الأنبياء ، وقد بذل الرئيس كل جهده وطاقته وحاور وقدّم التنازلات تلو التنازلات فلم تستجب له بعض القوى السياسية التي أصرت على الاحتكام إلى الفوضى ولم تحكّم كتاب الله وسنة رسوله، والحق أن هؤلاء اتبعوا الهوى, قال تعالى: “ألم ترَ إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدا” ، والحقيقة نقولها ولا نخشى في الله لومة لائم، بأن القوى السياسية المتصلفة في اليمن منذ وقت مبكر لم تحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل رأيناها تبحث دائماً عن الاستقواء بالخارج وتتلقف كل مايأتي من ذلك الخارج للاستقواء به على كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. إن موقف الرئيس الذي تجلى في الاحتكام لكتاب الله وسنة رسوله وقد قدم برهاناً عملياً صادقاً لا يحتاج إلى تسويف أو مماطلة يقول للعلماء الأجلاء بأن مايأتي منكم سنقول له: سمعاً وطاعة، فماذا إذن تنتظر القوى المعارضة؟ وهل تنتظر توجيهات الطاغوت الذي استقوت به على الإرادة الشعبية المستمدة من إرادة الله؟ أم ماذا تنتظر؟. إن الاحتكام إلى كتاب الله سبحانه وتعالى أمر بالغ الأهمية في بلد الإيمان والحكمة، والدليل على ذلك أن الملايين من الرجال والنساء خرجت عفويةً إلى الميادين العامة في عموم أنحاء اليمن وباركت كل إجراءات الرئيس، وحملت العلماء المسئولية المطلقة في قول الحقيقة والجهر بها دون مجاملة لأحد، لأن الأمر في اليمن لم يعد يحتمل ذلك مطلقاً، ولذلك نسأل الله العلي القدير أن يهدي الجميع إلى سواء السبيل ويوفق العلماء إلى قول الحقيقة التي تخلص الشعب من الفتنة التي أشعلها الحاقدون في كل مكان، وأن يخرجوا بقرارات صائبة حمايةًَ للدين والوطن وتعزيز الوحدة الوطنية انطلاقاً من قوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا” صدق الله العظيم.