إن منطق الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو الذي يقود إلى خير الإنسانية, أما منطق الغواية الشيطانية فإن عاقبتها والعياذ بالله وخيمة, ولذلك نظل نكرر القول دون كلل أو ملل بأن التعبئة الخاطئة فكرياً لايمكن أن تعطي ثماراً تفيد الكافة من الناس على الإطلاق, وأن الإصرار على الكبر والعناد والانتقام الشخصي على حساب الكافة أمر لايقبله الشرع ولاتؤيده القوانين الوضعية, بل إن السير في هذا الاتجاه جلب للمفاسد ودرء للمنافع وحرق للقيم الإنسانية وبعد عن الحق والصواب, وميل إلى الهوى والزيغ. إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مخيراً وليس مسيراً ورسم له طريق الخير والصلاح وأبان له طريق الشر والضياع ومكنه من الاختيار ومنحه العقل الذي يميزه عن بقية مخلوقاته وسخر له الكون كله, وأمره بأن يسلك طريق الخير وكفل له العون والسداد, إلا أن الإنسان في كثير من مراحل الحياة لم يحسن الاختيار فسلك طريق الشر رغم علمه بأن الله قد توعد من يسلك هذا الطريق بالعقاب الآجل والعاجل, أقول بأن الذين أساءوا الاختيار قد جنوا على أنفسهم وعلى غيرهم وخالفوا أوامر الله سبحانه وتعالى وأصروا على أن يراهم الله حيث نهاهم ولايراهم حيث أمرهم, ونتيجة لهذا الإصرار والعبث والصلف أشعلت نيران الفتنة التي كانت نائمة وقد لعن الله من أيقظها, ومعنى اللعن الخروج من رحمة الله سبحانه وتعالى. إن إشعال حرائق الفتن المظلمة لايخلف خيراً للأمة بل يخلف الدمار والخراب ويلحق الضرر بالمصالح العامة والخاصة ويزهق الأرواح ويسفك الدماء, ونتائج كل ذلك الفائدة الكبرى للعدو الذي يتمنى هلاك هذه الأمة وزوالها ونهب ثرواتها واحتلال أرضها وعرضها, فلماذا لايرضى الساعون في الأرض فساداً بتحكيم كتاب الله, وعلى ماهذه الفتنة وأمور الأمة في خير وسداد؟ ووسائل التغيير المشروعة متاحة وواضحة في بلادنا وقد شهد بنزاهتها العدو قبل الصديق؟ وهي وسائل حاقنة للدماء الزكية وتحقق الرضا والقبول من الكافة؟ ولماذا اللجوء إلى الفوضى التي لم تخلف إلا الدمار والخراب؟ أسئلة مازلنا نناشد أصحاب العقول المستنيرة في اللقاء المشترك من أجل العودة إلى جادة الصواب وتحكيم العقل والحكمة وعدم الإصرار على الفتنة وتأجيج الشارع, فهل حان الوقت لذلك نأمل ذلك بإذن الله.