إن الإيمان والحكمة التي عرف بها اليمنيون منذ فجر التاريخ هي الوهج الذي يضيء لهم دروب الصواب والهداية والخير والسلام .. وقد قدم اليمنيون نماذج في الوفاء والصدق والشعور بالمسئولية عبر مراحل تاريخ حياتهم السياسية .. ولم يكن من صفاتهم الكبر والتحدي الذي يقود إلى الهلاك، أو يلحق الضرر بالأمة ، وعرف اليمنيون الصادقون بنبذهم للفتنة وإيمانهم بالألفة والمحبة والوئام، وكانوا يسعون في كل الأحوال إلى جمع الصفوف وتوحيدها ، وكانوا أكثر التصاقاً بما يجمع الأمة على كلمة سواء ويقودها إلى الخير والسعادة ويجنبها الوقوع في منزلقات الفرقة والشتات والتمزق ، وكانت راية السداد والوحدة والنصر تأتي من قبل اليمن ، وكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يقول : “إذا شاعت الفتن فعليكم باليمن” ، فما بال أناس اليوم يشيعون الفتنة فينا؟ وأينهم من حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟ وأين ذهب هؤلاء الذين يسيرون خلف الهوى الشيطاني بعقولهم، ولماذا كل هذا العناد والصلف والإصرار على الإضرار بالأمة ومقدراتها؟ وأين ذهب الحكماء والنبلاء والشرفاء في أحزاب المشترك؟ إن العودة إلى الحكمة والإيمان بات اليوم فرض عين على الكافة المطالبة والإيمان به، ورفض من يخرج عن الحكمة ، وأن يكون منطق الحكمة هو سيد المواقف اليوم ، ولا يجوز الإصرار والمكابرة والسير خلف الأحقاد والشخصية والأوهام العدوانية والنزعات الانتقامية، ولا بد من العودة بجدية إلى عين الحكمة والجلوس إلى طاولة الحوار الوطني بإيمان مطلق وبصدق خالص ووفاء عميق ، لأنه الوسيلة الوحيدة لإنهاء شبح الفتن والخراب الذي يخطط له البعض. إن يمن الإيمان والحكمة كان ومازال وسيظل مصدر الخير والسعادة لأمتنا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، وعلى الذين يصرون على الفتنة أن يتقوا الله في أنفسهم أولاً، وأن يفكروا بجدية في عواقب الفتنة والفوضى العارمة، وأن يدركوا بأن الوصول إلى السلطة لا يمكن أن يتم عبر وسائل الخراب والدمار ، وقد عرف شعبنا أن الاحتكام إلى العقل والسير في الطريق الآمن وبوسائله السلمية المشروعة هو الذي يوصل الجميع إلى التبادل السلمي للسلطة ويحقق الرضا والقبول ، أما الوسائل الأخرى فإنها مرفوضة ومن استخدمها فلا يمكن أن يحقق نجاحاً يذكر بقدرما يجلب الشرور والفتن ، فهل حان الوقت للحكماء والعقلاء في أحزاب المشترك أن يدركوا كل ذلك ويقومون بواجبهم الوطني والديني والإنساني؟ نأمل ذلك بإذن الله.