لقد اثبت اليمنيون يومياً أنهم ضد الفتن ويحققون يومياً برفضهم المطلق للفتنة حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( إذا شاعت الفتن فعليكم باليمن ) وليس من المبالغة ولكن الحقيقة تفرض نفسها على واقع الحياة اليمنية ، فقد حذرنا من الفتنة وطالبنا بعدم التدخل في الشأن اليمني ، لأن اليمن منذ وقت مبكر لم تتدخل في الشئون الداخلية للغير ، وقلنا للمفكرين العرب بأن الاقتراب من اليمن خط أحمر لأن محاولة الإساءة إلى اليمن واليمنيين تعني التعدي على الإرادة الإلهية ، لأن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحماية اليمن . إن ماشهدته اليمن خلال المرحلة الأخيرة من الفتن والحرب الإعلامية المسعورة التي شنتها قوى الحقد والكراهية على وطن الإيمان والحكمة ، قد جعلت اليمنيين أكثر تماسكاً وأعظم تلاحماً وأكثر توحداً . وأكثر التزاماً بالشرعية الدستورية ، وأكثر وفاء لقدسية التراب اليمني وأعظم إخلاصا وولاءً لوطن الثاني والعشرين مايو 1990م وأكثر جلالاً لقائد مسيرة الخير والعطاء الرئيس علي عبدالله صالح الذي خلص اليمن من أعظم الفتن والمؤامرات وقاد السفينة إلى بر الأمان بإيمان وحكمة استمد قوته من إيمانه بالله وتمسكه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . إن إصرار اليمنيين كافة على الشرعية الدستورية أمر على درجة عالية من الأهمية ، يجعل العالم يدرك بأن اليمن واليمنيين أصحاب حضارة وامجاد ، وهذه الحضارة وتلك الأمجاد لم تتحقق لليمنيين إلا في ظل وحدة الأرض والدولة ، وهاهم اليوم يدركون أهمية ذلك من خلال اعتصام الشعب بحبل الله المتين القائل في محكم كتابه العزيز :( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) . اليمنيون اليوم يجسدون الأمر الإلهي على أرض الواقع ويقدمون للعالم بأسره نموذجاً حضارياً إنسانيا بالغ التأثير ويقولون بأدب واحترام لؤلئك الذين أساءوا إلى يمن الإيمان والحكمة كفى هذياناً فاليمن محمية بإرادة الله .والله المستعان .