إن الإرادة الجماهيرية الواحدة الموحدة المستمدة من الإرادة الإلهية هي وحدها من أسقط رهانات المحاولات الانقلابية على الشرعية الدستورية, لأن تلك الإرادة معتصمة بحبل الله ومستمدة قوتها من ذلك الاعتصام, ولذلك فشلت كل المحاولات الإجرامية الدموية الانقلابية التي حاولت إسقاط الشرعية الدستورية وجر البلاد إلى حالة الفراغ الدستوري, وإنهاء كيان الدولة اليمنية, وقد برهن اليمنيون أن زمن الانقلابات الدموية والإرهابية لم يعد له مكان, لأن الإرادة الكلية المعتصمة بحبل الخالق جل وعلا حكّمت كتاب الله وسنة رسوله, ولذلك فقد كان الله مع من كان معه وحكّم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وأفشل خطط الإرهاب والإجرام والانقلاب وفضح كل التآمرات على اليمن وأمنه واستقراره ووحدته. إن استهداف جامع النهدين الذي جرى يوم الجمعة الماضي من أعظم الجرائم الإرهابية وأكثرها وحشية وهمجية أوضح مخططوه ومنفذوه للعالم بأنهم إرهاب وإجرام لايعترف بدين أو أخلاق أو قيم إنسانية, وكانت رسالة جامع النهدين للعالم بأسره بأن الإجرام والإرهاب هو المشروع الذي يسعى إليه الانقلابيون الذين سعوا بكل الوسائل إلى إسقاط الشرعية الدستورية, وأن هدفهم الذي لايحتاج إلى توضيح هو إيصال البلاد إلى الإرهاب والإجرام. إن الوقفة الجماهيرية الكبرى التي وقفها الشعب كل الشعب يوم الجمعة من أعظم المواقف الحضارية والإنسانية وأكبر رسالة إلى العالم بأن اليمن لايمكن أن تقبل بالتغيير إلا بالطرق السلمية, لأن الشعب اليمني اختار النهج الديمقراطي التعددي, وأن أية محاولة للانقلاب على الديمقراطية تعد عملاً عدوانياً إجرامياً إرهابياً لايمكن أن يقبل به اليمنيون فهل من رسالة أعظم دلالة من هذه الرسالة؟ إن على العالم أن يحترم هذه الإرادة التي مثلت الشعب اليمني وبرهنت عملياً على قوة التماسك والصبر في مواجهة المحاولات الانقلابية, وأن يدرك بأن الشرعية الدستورية هي الإرادة الكلية للشعب ولايجوز بأي حال من الأحوال الانقلاب عليها إرضاءً للإرهاب والإجرام, لأن اليمنيين ماضون في طريق حماية شرعيتهم الدستورية وصون وحدتهم وأمنهم واستقرارهم بإذن الله.