الوفاء والإخلاص من شيم اليمنيين وعراقتهم التي عرفوا بها على مر الزمن، ولعل ثبات السواد الأعظم على الشرعية الدستورية وحراستها علامة بارزة في تاريخ الفكر السياسي المعاصر؛ لأن إصرار الشعب على حقه في الحفاظ على الشرعية الدستورية دليل على قوة الإرادة وعظمة الوفاء وشديد الإخلاص، على اعتبار أن اليمنيين قد أعطوا الثقة في سبتمبر 2006م، وأن هذه الثقة عهد وميثاق قدمه اليمنيون لرئيسهم المنتخب علي عبدالله صالح، وأن هذا العهد والميثاق يحتاج منهم إلى إصرار على الوفاء به وعدم نقضه، وكان اليمنيون الأحرار عند هذا العهد والميثاق فصبروا صبراً لا مثيل له من أجل الوفاء بعهدهم وميثاقهم. إن ثبات الإرادة الشعبية الكلية على الشرعية الدستورية يعطي العديد من المعاني والدلالات التي من أبرزها قوة الوفاء بالعهد والميثاق وشدة الإخلاص لمن منحوه عهدهم وميثاقهم، وهو كذلك دليل قاطع على المستوى الحضاري والإنساني الذي يتمتع به اليمنيون، بل دليل على قوة الإيمان وعظمة الحكمة اليمانية التي شهد بها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والذي “لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”. ويقيناً إن ما حدث في الأزمة السياسية هو امتحان حقيقي لمعرفة مدى قدرة اليمنيين على الوفاء بعهدهم وميثاقهم، وقد نجح اليمنيون في هذا الامتحان، وكانوا عظماء بوفائهم بعهدهم وميثاقهم، وعظماء بإيمانهم والتزامهم بأوامر الله سبحانه وتعالى القائل:” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم” صدق الله العظيم. إن الوفاء والإخلاص من عظمة الشعوب المؤمنة بالله رب العالمين، الشعوب التي تحافظ على العهود والمواثيق وتصنع أمجادها بوفائها وإخلاصها وقوة إرادتها وعظمة صبرها على الشدائد، ولا شك أن حفاظ الشعب اليمني على عهده وميثاقه الذي منحه للمواطن الصالح علي عبدالله صالح في سبتمبر 2006م قد حظي باهتمام واحترام العالم، وأن الشعب اليمني قد قدم رسالة للإنسانية كلها بأنه يرفض الانقلابات الدموية، وأن الوصول إلى السلطة لم يعد له طريق غير الانتخابات، وأن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع الحر المباشر يمثل جوهر الإسلام عقيدة وشريعة، أما المحاولات الانقلابية على الشرعية الدستورية فإنها مرفوضة في جوهر الإسلام الحنيف ولا يقبلها اليمنيون على الإطلاق؛ لأنهم أهل الإيمان والحكمة، وأن تحكيمهم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم طريق النجاة بإذن الله.