الإرهاب والإجرام لاعقيدة له ولادين ولاهوية ولاوطن ولالون ولاجنس له، وهو عدو الحياة الإنسانية والحضارة، وعدو التقدم والتطور ولذلك فهو يستهدف الحياة الانسانية بأسرها، الأمر الذي يجعل البشرية كلها في خطر دائم ينبغي أن تواجه هذا الخطر الذي يدمر الحياة الإنسانية بروح المسئولية. الإجرام والإرهاب الذي حدث في ميدان السبعين أثناء البروفات للعرض العسكري يوم 21مايو 2012م واحد من أعمال الاستباحة لدماء الناس والقتل الجماعي الذي يعبّر بجلاء عن الدموية التي يتصف بها القائمون على الإرهاب الذين يستهدفون الجيش اليمني. إن ذلك الفعل الإجرامي الإرهابي الذي حدث في 21مايو 2012م في ميدان السبعين واستهدف القوات المسلحة والأمن ليذكر الإنسانية كلها بأن الإرهاب عدو الإنسانية وخطه لايستثني أحداً، وجاء بعد عام واحد من حادث جامع النهدين الذي استهدف الدولة اليمنية بأسرها في أول جمعة من رجب الحرام للقضاء على رجال الدولة وهم يؤدون صلاة الجمعة في بيت من بيوت الله، وحادث السبعين استهدف المؤسسة الوطنية الكبرى وهي القوات المسلحة والأمن في محاولة للقضاء الجماعي على الجيش والأمن اليمني. إن الحوادث الإجرامية الإرهابية تستهدف القضاء على الدولة اليمنية وتركيع الجيش والأمن من خلال المجازر الجماعية التي لم يشهد لها تاريخ الإنسانية مثيلاً، وهذا الإجرام والإرهاب صورة واضحة المعالم على الوحشية والدموية التي يتبناها من يخططون للإرهاب ويستخدمون وسائل القتل الجماعي دون أن يردعهم دين أو أخلاق أو ضمير، لأنهم قد باعوا أنفسهم لخدمة الشيطان ورهنوا أنفسهم لذلك الهوى العدواني الشيطاني الإجرامي. إن المجتمع الإنساني أمام مخاطر الإرهاب، ولعل اليمن كانت أولى الدول التي عانت من الإرهاب منذ وقت طويل وكانت اليمن الأولى في مواجهة الإرهاب والإجرام، ورغم كل ذلك الإجرام والإرهاب والمجازر الجماعية التي نفذها الإرهابيون في حق اليمن إلا أن كل تلك الأحداث لايمكن أن تفت في عضد اليمنيين أو تنال من جوهر عقيدتهم الإسلامية، لأن الإسلام عقيدة وشريعة ربى أبناءه على الاعتدال والوسطية وحرّم الدماء والأعراض والأموال، ولذلك نجدد الإدانة المطلقة للإرهاب والإجرام ونؤكد بأن اليمنيين كافة يزدادون توحداً وتلاحماً، لأن جميعهم معتصمون بحبل الله، ويجعلون من وحدتهم الوطنية القوة التي نواجه بها كل التحديات الداخلية والخارجية بإذن الله.